جولة غزواني.. هل تعيدُ إنتاج الماضي؟! | صحيفة السفير

جولة غزواني.. هل تعيدُ إنتاج الماضي؟!

أربعاء, 03/04/2019 - 14:31

ما يزال مبكرا الحكم على جولة المترشح الرئاسي محمد ولد الغزواني في مقاطعات البلاد لأنها لم تنته بعد؛ ورغم ذلك فإن محطات ولاية الترارزه الخمس تتيح الخروج بانطباع أو انطباعات أولية حول الخط الذي يبدو أن الجولة ـ وربما المسار السياسي للرجل ـ ستسلكه.

كان جليا منذ المحطات الأولى لجولة الزيارات الخاطفة الحضور الطاغي للقبيلة تحضيرا وتأثيرا في الزيارات؛ واقتصرت اللقاءات التي أجراها المرشح خلالها على شيوخ وزعماء وممثلي قبائل أو تحالفات قبلية؛ وأقصيت منها الفئات التي تمثل غالبية الكتلة الناخبة من شباب ونساء.

كان يساورنا أمل بأن المرشح محمد ولد الغزواني لن يرضى بأن يكون مرشحا للسلطة يؤدي جولة يغلب عليها الطابع الرسمي؛ بل سيعمد إلى انتهاج طريقة مختلفة أساسها التعاطي المباشر مع المواطنين والقطيعة الفعلية مع الماضي؛ والتأسيس لعلاقة جديدة بين الساسة والمواطنين على قواعد المواطنة وقيم دولة القانون والمؤسسات؛ ولكن مسار الزيارات يجعلنا نميل إلى أن أملنا ليس في محله، أو أننا ربما أفرطنا في التفاؤل.

التمسنا في السابق من السيد المترشح، أن يكون مرشح أخلاق يمارس السياسة في التزام كلي بأخلاق رجل الدولة دون الانصياع لبريق شعار الاجماع الذي يناقض الفلسفة الديمقراطية المعتمدة على تعدد الآراء وحرية الانتماء والمنافسة الشريفة المتكافئة؛ وإن كان خطاب المترشح ـ للأمانة ـ ملتزما ومسؤولا فإن السياق العام لحملته وتصريحات التحالفات القبلية والقوى التقليدية التي تتظاهر بأنها الممسكة بمقاليد الأمور مخالفة لذلك و لروح خطاب المترشح نفسه..

مثل هذه التصرفات المهددة بالانحراف عن الخط الذي نأمل أن يستمر عليه ولد الغزواني؛ بوصفه الأوفر حظا لحد الآن؛ والتي نرجوا أن تختفي المظاهر المحيلة للماضي و ممارساته من قادم محطات جولته؛ ورغم أن الرسالة موجهة للمترشح فإننا نجد أن من واجبا أن نُضمنها رسائل أخرى لمرشحي المعارضة أن لا تستهويهم جولات الداخل المستنزفة للجهد وللتمويلات؛ فالشباب الذين يمثلون السواد الأعظم من هيئة الناخبين يمكن الوصول إليهم عبر وسائل الإعلام و منصات التواصل الاجتماعي، والرهان على القبائل وأدعياء تمثيلها سينكشف عما قريب أنه رهان خاسر.

 

السفير