بوتفليقة في رسالة وداع للجزائريين: أطلب الصفح عن كل تقصير | صحيفة السفير

بوتفليقة في رسالة وداع للجزائريين: أطلب الصفح عن كل تقصير

أربعاء, 03/04/2019 - 18:30

في رسالة وداع جديدة تعد الثانية من نوعها في ظرف ساعات قليلة، طلب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، المستقيل على وقع تعاظم الرفض الجماهيري لتمديد فترة حكمه وتأجيل الاستحقاق الرئاسي الذي كان من المقرر تنظيمه 18 أبريل/ نيسان القادم من الجزائريين “المسامحة والمعذرة والصفح عن كل تقصير”، وخاطبهم قائلا إنه “غير حزين أو خائف على مستقبل الجزائر”.
وجاء في رسالة نقلتها وكالة الأنباء الرسمية، بقوله: “وأنا أغادر سدة المسؤولية وجب علي ألا أنهي مساري الرئاسي من دون أن أوافيكم بكتابي الأخير هذا، وغايتي منه ألا أبرح المشهد السياسي الوطني على تناء بيننا يحرمني من التماس الصفح ممن قَصرت في حقهم من أبناء وطني وبناته، من حيث لا أدري، رغم بالغ حرصي على أن أكون خادما لكل الجزائريين والجزائريات بلا تمييز أو استثناء “.
وكان الرئيس بوتفليقة قد ظهر مساء أمس خلال تسليمه رسالة الاستقالة بحسب المشاهد التي بثها التلفزيون الحكومي، متعبا ومنهكا شاحب الوجه يتوسط مجلس الأمة الجزائري (الرجل الثاني في الدولة) عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الدستوري (المحكمة الدستورية) أعلى هيئة للقضاء في البلاد الطيب بلعيز، فظهر وهو يرتدي عباءة باللون الرمادي الفاتح يرتدي نظارة طبية، جالس على كرسيه المتحرك، يحمل بين يديه ورقة الاستقالة التي طال انتظارها ليسلمها بصعوبة تامة لرئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز.
وأضاف: “عما قريب، سيكون للجزائر رئيس جديد أرجو أن يعينه الله على مواصلة تحقيق آمال وطموحات بناتها وأبنائها الأباة اعتمادا على صدق إخلاصهم وأكيد عزمهم على المشاركة الجادة الحسية الملموسة “.
وأوضح قائلا في تعليقه على الحراك السلمي الذي تشهده البلاد “رغم الظروف المحتقنة، منذ 22 فبراير/ شباط الماضي أحمد الله على أني ما زلت كلي أمل أن المسيرة الوطنية لن تتوقف، وسيأتي من سيواصل قيادتها نحو آفاق التقدم والازدهار مولِيّا، وهذا رجائي، رعاية خاصة لتمكين فئتي الشباب والنساء من الوصول إلى الوظائف السياسية والبرلـمانية والإدارية، ذلك أن ثقتي كبيرة في قدرتهما على المساهمة في مغالبة ما يواجه الوطن من تحديات وفي بناء مستقبله”.
وتطرق في خضم رسالته للحديث عن مساره السياسي منذ وصوله إلى سدة الحكم في أبريل / نيسان 1999 بالقول ” لقد تطوعت لرئاسة بلادنا استكمالا لتلك المهام التي أعانني الله على الاضطلاع بها منذ أن انخرطت جنديا في جيش التحرير الوطني المجيد، إلى المرحلة الأولى ما بعد الاستقلال، وفاء لعهد شهدائنا الأبرار، وسلخت مما كتب لي الله أن أعيشه إلى حد الآن عشرين سنة في خدمتكم، والله يعلم أنني كنت صادقا ومخلصا، مرت أياما وسنوات كانت تارة عجاف، وتارة سنوات رغد، سنوات مضت وخلفت ما خلفت مما أرضاكم، ومما لـم يرضكم من أعمالي غير الـمعصومة من الخطأ والزلل “.
وتابع قائلا “ولما كان دوام الحال من المحال، وهذه هي سنة الحياة، ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا لقضائه مردا وتحويلا”. وشدد: “أغادر الساحة السياسية وأنا غير حزين ولا خائف على مستقبل بلادنا”.
وتوجه الرئيس المتنحي من منصبه، بطلب إلى الجزائريين يقضي بالاحتفاظ له بصورة مشرفة، وقال “ولن يعني لزوم بيتي، بعد اليوم، قطع وشائج المحبة والوصال بيننا، ولن يعني رمي ذكرياتي معكم في مهب النسيان وقد كنتم، وستبقون، تسكنون أبدا في سويداء قلبي “.