بات من الواضح أن مرشح النظام محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الغزواني، لا يملك من أمره شيئا، بل إن بصماته لا تظهر حتى، في حضرة العصابة التي احاطت به من أول وهلة..
لا شيء يوحي بأن الرجل يدير حملته بنفسه، أو يستشار حتى في اختيار طواقمه وأقرب معاونيه، فلا شيء تغيًر من وجوه حملة 2009 .. نفس الاسماء وربما نفس الأدوار فهي العصابة التي جلبوها قبل عشر سنوات وكلفوها بمهام محددة ومعروفة سلفاً؛
اهتزت صورة الرجل وفقدَ بريقه أو على الأصًح تنازل عن خطابه الذي حمل أملاً لدى الجميع بتغيير بات على الأبواب؛ لم يرحموه ولم يمنحوه وقتاً للظهور على أنه محمد ولد الغزواني، بل طيفَ عشرية "جوفاء" مدعومة بجوقة من المتملقين وأصحاب السوابق والنفوس المريضة.
اتضح أن خطاب غزواني لم يكن سوى مجرد فرقعة جعلت اغلب الموريتانيين يتجرًع مراراة الهرولة وراء كلام رنًان وصوت غير مألوف في الفصاحة والقدرة على الإلقاء، لكن الأيام كشفت عن أن ذاك الخطاب هو القرار الوحيد الذي اتخذه مرشح الإجماع ـ حتى الآن ـ من تلقاء نفسه..!
حقائق عزًزتها مشاهد صادمة رافقت المرشح طيلة جولته غير المبررة، والتي اسقطت نصف القناع قبل أن تأتي تعيينات طاقم الحملة على النصف الآخر، ليتبخر الأمل وتتعمق المخاوف من مأمورية جديدة لكنها بوجهين لعملة واحدة.
اصبح حرياً بولد الغزواني إن كان حقاً يحترم نفسه ويحفظ عهده الذي قطع على نفسه، أن يعتذر للشعب الموريتاني ويعلن بكل شجاعة: "لقد قررتُ العدول عن قرار الترشح لرئاسيات 2019 فأنا غير قادر على الوفاء بالتزاماتي".