من حين لآخر نطلع على تحليل يفيد بأن التناوب السلمي على السلطة مربوط بمرشح معين ربما دون الآخرين.
وعليه اصبح من اللازم التذكير بأن التناوب السلمي على السلطة تبنّته منذ أول وهلة قوة سياسية حاورت هذا النظام مع خلفية ضرورة التناوب السلمي حتي وإن طغى صوريته آنذاك عند البعض، واعتبروه هدفا لتحقيق مصالح شخصية لبعض القائمين عليه، وعزز ذلك التشكيك القوي الذي حصل من طرف قوى السياسية ربما اخفقت في تحقيق اهدافها فيما بعد...!
إن معظم المتتبعين لما يدور في الساحة السياسية للبلد على علم بأن بؤر التوتر كثرت و تنوعت، منها ماهو اجتماعي و منها ماهو اقتصادي وإذا كنا مؤمنين بأن هذا البلد ليس قابلا للتجزئة سواء على اساس عرقي او جهوي، فعلى الجميع قبول نتائج الاستحقاقات التي نحن بصددها ولا يعني ذلك قبول التزوير و لا الركون لاشكال المخالفات المتعلقة بالتأثير علي الناخب..
إن مفهوم التناوب السلمي يتجلي أولا في رفض المساس بالدستور و بالأخص فيما يتعلق بعدد المأموريات و هو الأمر الذي يعطي طعما خاصا لهذه الإنتخابات، على الرغم من كون بعض أبناء هذا الوطن تواقون إلى تسيير البلد كل حسب تجربته و رؤيته لمشروع المجتمع الذي يريد ان يكون.
إن هذا الجو الذي نعيشه وإن كنا نلاحظ عدم انسياب الأمور و متفهمين لذلك كل من موقعه يكون خطرا على البلد اذا كان مبنيا علي أحد بؤر التوتر المعلومة قديما.
ان البدأ في التشكيك في نزاهة الاستحقاقات يعيد للاذهان خرق جو جديد اساسه التلويح بعدم قبول النتائج من اجل تعكير جو أول مأمورية من مأموريات التناوب السلمي على السلطة او ربما فرض حوار جديد من اجل الحصول علي امتيازات شخصية علي غرار الحوارات السابقة التي لم يبق في الاذهان سوي انها تخدم مصالح النظام من جهة و بعض المتحاورين من جهة أخري.
من هنا اصبح ضروريا مخاطبة اليوم اهل الضمائر الصادقة اكثر من أي وقت مضى في أن يبتعدوا عن تنفيذ الاجندات و أن يبرهنوا على أن دافعهم الاول هو حب الوطن و احترام هذا الشعب الذي - بعد كل هذه الحقب - يتأكد أنه في أمس الحاجة لرفع الأيدي عن استغلال خيراته و الزج به في الفتن و عدم الإستقرار من أجل ان يعيش عيشا كريما يليق به .
إذا كنت ايها الرئيس القادم حصلت عندك قناعة في مشروعك فلتحصل عندك أيضا الثقة بنفسك وانك لست مثل من سبقوك من الرؤساء، لكونك أول رئيس تحظى بتزكية مواطنيك عبر تناوب ديمقراطي سلمي و أنك كامل الشرعية و لتستحضر أيضا ما تعهدت به في برنامجك الانتخابي حتي تكتمل صورة الديمقراطية عندنا الذي أسس لها هذا التناوب السلمي.
والله ولي التوفيق