مع إشراقة كل يوم فجر جديد يكتوي الموظفون ذوي الدخل المحدود بلهيب نار الأسعار التي لايرعى اصحابها فيهم إلا ولا ذمة .
تبدء الحكاية بإلتهام الفطور الصباحي الورقة النقدية الوحيدة بجيب الموظف ،وكان يخطط لإستثمارها في لحظات ربما أشد قتامة ولكن داعي الظروف الإنسانية والإجتماعية كان أدهى وأمر .
على الشارع القريب وقف متأبطا في ذهنه جملة أسئلة حزينة تذكي هواجس يومه بحسب دقات قلبه ،ترى كيف أصل إلى المكتب وكيف سأعود منه ترى هل سيحن الجزار وبائعة الخضرة عليه بتكاليف وجبة الغداء؟ وهل ياترى سيواصل صاحب الحانوت الصبر على ديونه المتراكمة (رأس المال جبان )
فجأة مر به صديق قديم في سيارته صعد معه إلى وجهة معلومة المكان مجهولة في خارطة ذهنه ترجمتها حالة الذهول أثناء الحديث مع صديقة طول الرحلة .
رن الهاتف حال وصوله للمكتب فرد عليه في قلق وكان الخبر بأن قنينة الغاز قد نفدت ، كما شرفته جماعة ضيوف من أقارب يرون أبهة الموظف ولايعيشون ظروفه .
جلس صاحبنا يفكر في مخرج من مأزق يوم كانت إشراقة شمسه تنبؤه بأن جمود الراتب وأبهة الموظف لايطعمان خبزا ولايسقيان لبانا، تلمس هاتفه وحاول الإتصال بصديق حميم عله يسعفه بدين جديد لكن هاتفه رد عليه بأن الرصيد قد نفد .
حياه أحد حراس الإدارة فرد عليه التحية وطلب منه هاتفه وأجرى مكالمة كانت فرجا لهذه الغمة .
عانى من لظى وهج الشمس على قارعة الطريق إنتظارا لسيارة أجرة حاد صاحبها عن موعد الغداء بالتوقيت المحلي ،جرت بينهما محادثة سريعة صعد معه بعدها ليوصله إلى منزله.
ضحكات وضوضاء ودخان سجائر كانت في إستقباله رغم حرارة الجو ومايقاسيه صاحبنا من شظف عيش وتراكم هموم الحياة .
قضى معهم المقيل في مجاملات مصطنعة تفضحها قسمات وجه مكفهر .
طرق عنيف على الباب الخارجي وجلبة وصراخ خرج ليتفقد الأمر فإذا مجموعة من الدائنين في مقدمتهم صاحب المسكن وصاحب الحانوت.
تلك صور مرهقة من يوميات موظف إكتوى بنار الداسة والعوز في أزهى أيام شبابه وثابر وكد في سبيل التوظيف طمعا في مال يوفر له رغد العيش وجاه من دولة يخدم علمها وأسمها لكن هيهات يبدو أن لاحياة لمن تنادي