مررت بالقرب من ثانوية لعيون العتروس ذات يوم فهمست جدرانها همسا خفيفا ، فيه قدر من الحزن والإكتئاب والأسى والعتاب لأبنائها الذين أرضعتهم بلبن العلم والثقافة والمعرفة والنضال . حتى أصبحوا _ بحمد الله - أكثر الناس كفاءة وتأطيرا وأحرصهم على الوطن أمنا وأمانة . وهاهي ذي مدينتهم تئن تحت وطأة الفقر والتهميش. لا مصانع شيدت ولا مشاريع تنموية أقيمت . أما عن رداءة الخدمات العمومية كالماء والكهرباء والساحات الخضراء والنشاطات السياحية وغير ذلك ، فحدث ولا حرج . قلت يا أماه . أين هم أبناؤك من الخريطة السياسية في البلد ومن صنع القرار . قالت : كانوا مهمشين ، ولآن وقد انقضت عشرية كانت من أسوء سيئات الدهر وحلت محلها خمسية " فيها تعصرون " . جاءت بشائرها متزامنة مع يوم جمعة ومع عيد الأضحى ومع موسم الخريف وعيد الاستقلال غير بعيد . وهكذا تعانقت الأفراح مع خمسية نأمل أن تسعد بها البلاد _ أغلبية ومعارضة _ وبشر أبنائي أنهم سيحاورون ويشركون في بناء الوطن والنهوض به ، وأن زمن الغبن والإقصاء والظلم والحيف قد انتهى .
وجذبتني بقوة كأنها تريد أن أعي عنها وأفهم وقالت لي : قل لفخامة الرئيس المبارك محمد ولد الشيخ محمد أحمد القزواني : إن بني إسرائيل سألوا موسى عليه السلام ، أن يعرفهم الزمان الذي يرضى فيه الله عن الناس ، فقال موسى عليه السلام : إذا استعمل منهم الهين البر الخير .
وفي خبر آخر : علامة رضى الله عن عباده أن يستعمل عليهم خيارهم ، وأن ينزل الغيث في أوانه . وعلامة سخطه عليهم أن يولي عليهم شرارهم ، وينزل عليهم الغيث في غير أوانه .
فنرجو أن نكون قد وفقنا في الرجل الهين البر الخير العادل بين الناس _ أغلبية ومعارضة - وأن ينزل الله تعالى علينا الغيث في أوانه لنعلم أن الله قد رضي عنا .
وأن يكون " الزمن الجميل " . قد حان
وشكرا