اختتم مساء يوم الأحد الماضي اللقاء التواصلي الذي عقدته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو - بالتنسيق مع الأكاديمية الأوروبية للتنمية والبحث ، في مدينة أمستردام الهولندية يومي 14 و15 سبتمبر الجاري لمناقشة دورالمجتمع المدني في الحد من خطاب الكراهية والتمييز العنصري .
وفي ختام هذا الملتقى اتفق المشاركون على إنشاء النواة الأولى لشبكة منظمات المجتمع المدني النشيطة في مجال مكافحة الكراهية والتعصب الديني والتمييز العنصري . وتتكون هذه النواة من 10جمعيات من مؤسسات المجتمع المدني المتكونة من أعضاء مسلمين وغير مسلمين من هولندا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا والدامنارك ، وهي مفتوحة لانضمام جمعيات أخرى مهتمة بالموضوع ونشيطة في مجالاته . وسيكون من المهام الأولى لهذه الشبكة توظيف تقنيات الإعلام الجديد وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي من أجل التشاور والتنسيق حول أفضل الممارسات و المبادرات العملية للمساهمة في مكافحة التعصب الديني خاصة فيما يتعلق بالتعريف بأشكال الاضطهاد والاستفزاز والتنميط الذي تتعرض له الأقليات الدينية وفي مقدمتها الأقليات المسلمة، ووضع برنامج تنفيذي،على المستوى الإعلامي والحقوقي، كفيل بالمساهمة في الحد من التحريض على الكراهية عبروسائل الإعلام ، وتعزيز الحوار والاحترام والتسامح تجاه آراء ومعتقدات الآخر مع المحافظة على تعزيز واحترام التنوع الثقافي والديني التي تتفق مع قواعد ومعايير حقوق الإنسان.
ودعا المشاركون في الملتقى الإيسيسكو إلى عقد سلسلة من اللقاءات مع الشباب والقيادات في أوربا للتعريف بالمرجعيات القانونية في الدفاع عن الحقوق المدنية والثقافية والدينية للأفراد والجماعات بغض النظرعن انتمائهم العرقي واللغوي والثقافي والديني، كما أكدوا على ضرورة بذل مزيد من الجهود من أجل تعريف الرأي العام الأوروبي بقيم الإسلام الإنسانية وإسهاماته المتعددة في بناء الحضارة الإنسانية. كما أوصوا بتشجيع ودعم المشاريع الثقافية والإعلامية الهادفة إلى الدفاع عن المسلمين وحقهم في العيش بأمن وسلام في المجتمعات الأوروبية ، وتفعيل المبادرات العملية لوسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني للحد من انتشار خطاب الكراهية والتمييز العنصري .
وفي ظل تصاعد الحملات العدائية ضد المسلمين في المجتمعات الغربية، أكد المشاركون على ضرورة تشجيع إنشاء شبكات للتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بحقوق الإنسان و المتعاطفة مع قضايا المهاجرين واللاجئين والأقليات الدينية في أوربا ، لكونها تشكل قوة ضاغطة في التأثير على الرأي العام ، كما تتيح مساحة أوسع من الحوار والتواصل لمواجهة خطاب الكراهية ونشر قيم التسامح والإخاء والسلم.
وشجب المشاركون في الملتقى ما تقوم به بعض وسائل الإعلام الجماهيرية الغربية من ترويج للصور النمطية المشوهة عن الأقليات الدينية والمهاجرين واللاجئين ، وفي مقدمتهم المسلمون ، في خرق صارخ للإعلانات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ، وطلبوا من الفيدرالية الدولية للصحافيين من التدخل للحد من هذه التصرفات التي تتناقض مع مواثيق الشرف والقانون الدولي للإعلام.
وشارك في أعمال الملتقى 25 خبيرا في القانون الدولي والعمل الجمعوي والإعلام والاندماج وحقوق الإنسان من هولندا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا والدانمرك ، الذي قدموا عروضا وتعقيبات في إطار مناقشات مفتوحة على مدى يومين ، من خلال 6 جلسات عمل .
ومثل الإيسيسكو في الملتقى الدكتور المحجوب بنسعيد ، المشرف على مركز الإعلام والاتصال ، الذي ألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية ، وترأس جلسة العمل الأولى ، وقدم عرضا حول برامج الإيسيسكو وجهودها في مجال معالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا والحد من خطاب الكراهية والصور النمطية المتبادلة. كما استعرض التوجهات العامة لوثيقة مكة المكرمة وأبعادها الحضارية الإنسانية وأهمية المقترحات والاجراءات التي تضمنتها ومن بينها ما يتعلق بالحد من الكراهية وتعزيز قيم التعايش والسلم والتسامح بين الشعوب.