انطلقت اليوم الثلاثاء بقصر المؤتمرات في نواكشوط، أشغال الدورة السادسة العادية لمؤتمر رؤساء مجموعة الخمس بالساحل، بحضور جميع رؤساء دول المجموعة.
ويأتي هذا الاجتماع ، بعد اجتماع التأسيس في نواكشوط ييوم 16 فبراير 2014 واجتماع انجامينا في نوفمبر 2015 ونواكشوط كذلك 2016 وباماكو في فبراير 2017 ونيامي في فبراير 2018 و و واغادوغو ونيامي 2019، وبعد قمة "بو" الفرنسية بين دول المجموعة الخمس وفرنسا يناير 2020 .
كما يأتي في وقت تواجه فيه مجموعة دول الخمس في الساحل جملة من التحديات الأمنية، تتطلب جهودا جدية لمواجهتها وخاصة الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها مالي وبوركينا افاسو والنيجر.
كما تأتي القمة في لحظة فارقة من تاريخ مجموعة الخمس في الساحل ، و واقع المنطقة حيث تتفاقم إشكالات التنمية والتعايش المتراكمة على امتداد عقود. في الوقت ذاته تعرف المنطقة ومحيطها المباشر تحولات عميقة على مستويات عديدة، استراتيجية وسياسية واقتصادية ومجتمعية.
وتميزت الجلسة الافتتاحية للقمة بكلمة رحب فيها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، بضيوف موريتانيا متمنيا لهم مقاما سعيدا في بلدهم الثاني.
وعبر الرئيس غزواني عن تضامنه الكامل مع أسر ضحايا الإرهاب داعيا إلى الوقوف دقيقة صمت لتخليد أرواح ضحايا الاعتداءات الإرهابية الاثمة التي شهدتها منطقة الساحل، مشيدا في نفس الوقت، بجهود لجنة الاتحاد الافريقي رفيعة المستوى حول الوضع في ليبيا، محذرا من الانعكاسات السلبية الخطيرة للازمة الليبية على الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم.
ودعا إلى تنظيم منتدى وطني يجمع جميع الأطراف الليبية وفق قرارات الاتحاد الافريقي من أجل إيجاد حل سريع لهذه الأزمة واستعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد الشقيق.
وثمن جهود شركاء المجموعة من اتحاد إفريقي واتحاد أوروبي ومنظمة الأمم المتحدة والدول المانحة وغيرها من منظمات اقليمية ودولية في دعم الاستقرار بالمنطقة والمساهمة في رفع التحديات الماثلة وخلق تنمية مستدامة بدول المجموعة.
وبدوره اعلن الرئيس الدوري المنصرف للمجموعة الرئيس البوركينابي كريستيان مارك كابوري في كلمة بالمناسبة، الافتتاح الرسمي للقمة، معبرا عن غبطته بانعقاد هذه القمة في نواكشوط.
وأكد انه على يقين ان قيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وحكمته ستمكن مجموعة الخمس في الساحل في ظل قيادته من مواجهة التحديات و َتحقيق الأهداف المنشودة.
واستعرض الرئيس البوركينابي في كلمته ما تحقق من انجازات خلال رئاسته للمجموعة وخصوصا على صعيد حشد التمويل وتعبئة الشركاء لدعم مجموعة الخمس في الساحل.
وتناول بإسهاب مختلف مجالات التعاون بين المجموعة وشركائها في التنمية والجهود المبذولة لرفع التحديات الأمنية والتنموية التي تواجهها دول الخمس في الساحل، مذكرا في هذا الصدد بنتائج مؤتمري واغادوغو واجتماع ابروكسيل مع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ومؤتمر"بو" الفرنسية الأخيرين والجهود المبذولة لتعبئة التمويلات الضرورية لهذا الغرض.
وأكد إصرار قادة المجموعة على المضي قدما في الدفع بعجلة التنسيق إلى الأمام في إطار المعركة الكبرى التي تخوضها دول المجموعة ضد التطرف العنيف و التهديدات الإرهابية التي تواجهها.
وتوالت مداخلات الضيوف الخاصين وهم على التوالي رئيس لجنة الاتحاد الافريقي وممثلي فرنسا وأسبانيا والإمارات العربية المتحدة وإيطاليا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، التي ركزت في مجملها على ضرورة تكثيف الجهود لتجاوز العقبات الأمنية والتنموية التي تواجهها دول المجموعة.
وعبرت هذه المداخلات عن استعداد الهيئات الدولية وشركاء المجموعة لمواكبة جهودها حتى يتحقق الهدف الأساس الذي تصبو إليه والمتمثل في تحقيق الأمن والتنمية ببلدانها.
وهنأوا فخامة رئيس الجمهورية على توليه الرئاسة الدورية، معبرين عن ثقتهم في اسهام قيادته في مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف وتحقيق التنمية المنشودة في شبه المنطقة.
وفي ضوء هذه التحديات الأمنية الملحة، تعمل مجموعة دول الخمس في الساحل مع شركائها التقنيين والماليين على تفعيل قوتها المشتركة للتصدي بشكل أفضل للأعمال الإرهابية للجماعات المسلحة في المنطقة الفرعية، كما تعمل على التأكيد على أهمية الربط بين التنمية والأمن.
وتبحث قمة نواكشوط سبل توحيد أفضل الجهود لجعل دول الساحل منطقة متكاملة اقتصاديا وازدهارا اجتماعيا، غنية ثقافيا، يسودها الأمن والسلام على نحو مستدام.
و-م-أ