الشجاعة في السلم وبثّ روح الإخاء والتسامح، والفهم العميق لمقاصد ديننا الحنيف الذي يأمر بالعدل والاحسان والقسط بين الناس.؛ تلك ميزة شيخ الشيوخ العلامة الفهّامة شيخنا عبد الله ولد بيه حفظه الله ورعاه، فكم كان ثاقب النظر عميق الفهم مُلمّا بالمتغيرات، مُدركا لأبعادها مُحافظا على الثوابت حريصا على التمسك بها، وتلك لعمري ميزة يصعب على من لم يؤتيّه الله بسطة في العلم والفهم التوفيق بينها..
لقد كان الشيخ عبد الله ومايزال داعية سلام ووِئام وحق وعدل يدلّ على الله بحاله ومقاله ويدعو إلى الهدى بالحكمة والموعظة الحسنة، يسعى لإعلاء شأن الإسلام وتفقيه المسلمين وتبصيرهم في شؤون دينهم، وحتى لاينجرّوا نحو التطرف والغلو أو الافراط والتفريط، وهذا ماجعله قِبلة وإماما للناس تهوي إليه أفئدتهم وتحتفي به المنابر والمحابر الإسلامية والأمَمِية بعد أن نجح في إظهار سماحة الإسلام وتبْيينِ رحمتِه بالإنسان، وسلميّته وحضاريّته التي يحاول الكثيرون -جهلا منهم وتطرفا_ تجاوزها واستهداف كل من أظهر هذا الجانب المشرق من ديننا الحنيف.
إن من يستهدفون هذا الشيخ الجليل ويتقوّلون عليه ويتّهمونه في اجتهاداته العظيمة التي تسعى للنهوض بالأمة والتمكين لرسالة ديننا السمح، إنما يفعلون ذلك جهلا منهم وتطرّفا ومزايدة، وضعفا في الزاد المعرفي، وحكما على تصرّفات الشيخ انطلاقا من تصورهم المبني على منطق الربح والخسارة وتحقيق المكاسب الدنيوية والتخندق الفكري الذي يحجب صاحبه عن قول الحق وتوقيرِ العلماء والاحتفاظ لهم بمكانتهم السامية التي أنزَلهم الله ورسوله، وهذا أمر مستغرب خصوصا منا نحن أبناء شنقيط حفدة ابن ياسين الذي رفع الشيخ عبد الله رؤوسنا عاليا في سماء المجد والسّؤدد ومنابر العلم والاجتهاد، ورفع ذكرنا في مراكز البحوث العالمية ومنتديات أهل الرأي وأرباب الفكر في أصقاع المعمورة، بسبب اجتهاداته المُؤصّلة، وأفكاره النيّرة ودعوته العظيمة التي أصبحت نبراسا ينير درب التائِهين ويُعيد الغالين والمتطرفين إلى جادة الصواب والصراط السّويّ ..
حفظ الله الشيخ عبد الله بن بيه وجزاه خيرا عن الاسلام والمسلمين.