اختتمت أمس الثلاثاء فعاليات المؤتمرالدولي عن بعد حول موضوع "دور الجامعات في خدمة المجتمع وترسيخ القيم"، الذي نظمته رابطة الجامعات الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي، بالتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية، وجامعة الأزهر ، وجامعة الإسكندرية، ومعهد الاعتدال بجامعة الملك عبدالعزيز. وشارك في المؤتمر عدد من الوزراء ونخبة من الخبراء والباحثين وممثلي عدد من المنظمات الدولية والمؤسسات التعليمية.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بتطوير استراتيجيات التعليم والتعلم لتصبح قائمة على تنمية الفكر النقدي المنطقي لا على أساس التلقين، وعقد دورات تطوير مهني لشباب هيئتي التدريس ومساعديهم، وورش تدريبية للطلاب للتدرب على التفكير الناقد المعزز للوعي في كل الجامعات والكليات.وطالب المؤتمرون بإسهام الجامعات في مواجهة كافة أشكال التطرف ونشر الفتن والشائعات، إضافة إلى إصدار ميثاق أخلاقي للجامعات الإسلامية.ودعا المؤتمرون إلى دعم القيم الإنسانية العليا، وتأكيد حقيقة ثابتة مفادها أن أتباع الأديان والثقافات يحملون قيماً مشتركة لابد من التركيز عليها في منظومة القيم العامة.
كما أوصى المؤتمر بضرورة أن تفتح الجامعات أبوابها بغير قيود في اتجاهين، الأول تلقي الأفكار من نخبة المفكرين في المجتمع للدراسة والتحليل وإعادة الصياغة بما يتناسب ومتطلبات كل مرحلة، والثاني تعزيز الحريات المشروعة داخل مجتمع الأساتذة الجامعيين، والعمل على جودة تعليم طلاب الجامعات المختلفة جغرافية وتاريخ العالم العربي والإسلامي لتعزيز هوياتهم وولاءاتهم الوطنية والاعتزاز بمنظومة عالمهم العربي والإسلامي.وأوصى المؤتمر أيضا ًبتحويل الجامعات إلى مراكز إنتاج حقيقية، وتشجيع الاستثمار في القيم الإنسانية.
يذكر أن المؤتمر عقدته عن بعد رابطة الجامعات الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي بعنوان ) تعزيز دور الجامعات في خدمة المجتمع وترسيخ القيم) . وتناولت جلسات عمله دور الجامعات في ترسيخ البنية المجتمعية ،وتحقيق التلاحم بين شتى مكونات المجتمع، وتعزيز القيم الثقافية والتربوية، ومواجهة تحديات الهوية والإعلام الجديد، ودور الجامعات في الارتقاء بدعائم النهضة المجتمعية وتشخيص تحدياتها وعلاجها، بما في ذلك النمو الاقتصادي وتطوير القطاع الطبي والإسهام في تلبية احتياجات المجتمع الطبية ولا سيما أوقات الأزمات، والدور المأمول في العمل على المشتركات الثقافية والدينية لتعزيز السلم والوئام العالمي. كما ناقش المشاركون في المؤتمرسبل نقل التكنولوجيا الحديثة والفائقة وتوطينها وإنتاجها في العالم الإسلامي، وتنمية التفكير الناقد بما يعزز قدرة الشباب على تفنيد الشائعات ومواجهة الفكر المتطرف، وتعزيز الشراكة الحقيقية بين الجامعات ومؤسسات العمل والإنتاج، والأدوار الجديدة التي يجب أن تضطلع بها الجامعات في ظل تداعيات أزمة كورونا. وتدارس المؤتمر الدور المأمول للجامعات في إحياء منظومة القيم وترسيخها في المجتمع، وواقع القيم تشخيصاً وتطبيقاً في برامج الجامعات الإسلامية ومناهجها وأنشطتها وبحوثها، وتعزيز ثقافة مسؤولية الشباب تجاه دولهم الوطنية وسلوكهم تجاه الآخر أياً كان.
________________
د. المحجوب بنسعيد