كان العقيد المصطفى ولد محمد السالك رجلا وطنيا إذ نأى بنفسه عن بؤر الصراع بين أقطاب المؤسسة العسكرية ولم ينشغل بالدسائس التي كانت وراء حالة عدم الاستقرار التي عرفها الحكم العسكري بعد انقلاب العاشر يوليو.
لقد ظل متمسكا بالعهد الذي قطعه على نفسه أمام الجماهير الظامئة للسلام، ولعل الفضل في ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى تكوينه منذ كان طفلا غض العود حيث تربى في أحضان أسرة محافظة كريمة وكانت حياته حافلة بالمشاهد التي تعكس وطنيته:
انخرط في صفوف حزب النهضة في بداية مشواره إلا أنه لم ينسجم مع النهج السياسي لهذا الحزب الذي كان يعرف بانحيازه للمغرب.
وعندما تم تحويله إلى مدينة لعيون فيما عد بحكم وظيفته كمحام، اتهم هناك بالتحريض والتعبئة لصالح التصويت للانفصال عن الاتحاد الفرنسي في استفتاء عام 1958م.
وخلال عام 1959 م دخل المدرسة العسكرية في فرنسا مع مجموعة من زملائه كان من ضمنهم "معاوية بن سيد أحمد الطايع" و"أحمدو بن عبد الله" و"حمود بن الناج" و"الشيخ بن بيد" وهي المجموعة التي شكلت منها أول نواة للجيش الوطني وبعيد تخرجه تم تحويله إلى مدينة أطار ومنها إلى أكجوجتن وكان أول من فتح قاعدة للتكوين فيها.
في سنة 1962 عين مرافقا عسكريا للرئيس ثم تقرر إرساله إلى فولتا العليا (بوركينا فاسو) كقائد لجيش إفريقي هناك وبعد ذلك بسنة استدعي لمواصلة تكوينه فتلقى تدريبات أولية في القاعدة العسكرية بأطار توجه إثرها إلى المدرسة العسكرية العليا في باريس سنة 1964 حيث قضى زهاء ثلاث سنوات.
لما تخرج عين مستشارا في وزارة الدفاع ثم قائدا عاما للجيش الوطني حتى مؤتمر تجكجه الذي كان مناسبة قدم خلالها تقريرا يعكس تصوره للمؤسسة العسكرية وطرق تنظيمها وتطويرها، الأمر الذي قضى به إلى طلب الإعفاء من مسؤولياته احتجاجا على عدم المصادقة على مخططه الذي كان يرمي من ورائه إصلاح الهيئة العسكرية وتكوين جيش مهني.
في عام 1970 تم استدعاؤه للعمل الإداري فعين واليا مساعدا للنعمة ثم واليا لمدينة أطار ثم النعمة ثم ألاك ثم انواكشوط، وبعد ذلك تولى إدارة سونمكس وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى أن تم استدعاؤه إلى الجيش حيث عين قائدا للمنطقة العسكرية في مدينة أطار خلفا لـ"امبارك بن محمد بونه".