افتتح سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صباح أمس الأول الأربعاء، فعاليات الدورة الخامسة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تقام في الفترة من 2-12 نوفمبر الجاري في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة 1681 دار نشر من 60 دولة، وتحت شعار «اقرأ أكثر».
ووقع سموه خلال افتتاح المعرض النسخة الأولى من كتابه الجديد «صراع القوى والتجارة في الخليج» (1620-1820م) الصادر عن منشورات القاسمي والذي يعد مصدرا للباحثين عن تاريخ الأسر الحاكمة على ضفتيّ الخليج، ومرجعا للباحثين بالاقتصاد والتجارة بالخليج في هذه الفترة الممتدة لنحو 200 عام، كما يروي قصة الصراعات بين القوى الفارسية والنزاعات المحلية الأخرى حول التجارة في الخليج، وحول شؤون شركات الهند الشرقية الأوروبية.
وكرم صاحب السمو حاكم الشارقة المفكر والأكاديمي الدكتور غسان سلامة، وزير الثقافة اللبناني السابق، والفائز بشخصية العام الثقافية، تقديرا لمسيرته الأكاديمية وعطاءاته الثقافية الحافلة بالإنجازات والمؤلفات التي شكلت إضافة قيّمة إلى خزانة المعرفة العربية، وأهدى سموه الشخصية المكرمة النسخة الأولى الموقعة من كتابه الجديد صراع القوى والتجارة في الخليج.
كما كرم سموه شركة «اتصالات»، الراعي الرسمي للمعرض، كما تسلم هدية تذكارية مقدمة من شركة «اتصالات» عبارة عن مجسم مذهب لحصن الشارقة العريق.
وكرم ايضا الفائزين بجائزة اتصالات لكتاب الطفل في دورتها الثامنة، أما جائزة أفضل نص، البالغة قيمتها 100 ألف درهم، فذهبت إلى كتاب «أريد أن أكون سلحفاة»، تأليف أمل فرح، ورسوم أسامة أبو العلا، والصادر عن دار شجرة للنشر في مصر.
وجائزة أفضل إخراج، البالغة قيمتها 100 ألف درهم، فاز بها كتاب «بولقش»، تأليف ورسوم يارا بامية، والصادر عن ورشة فلسطين للكتابة - مؤسسة دالية في فلسطين.
وفاز بجائزة أفضل رسوم، البالغة قيمتها 100 ألف درهم كتاب «بركة الأسئلة الزرقاء»، تأليف مايا أبو الحيات، ورسوم حسان مناصرة، والصادر عن ورشة فلسطين للكتابة - مؤسسة دالية في فلسطين.
وشاهد الحضور خلال الحفل فيلما وثائقيا يروي قصة معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومسيرته الممتدة على مدار خمسة عقود ونصف، بعدها ألقى أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب كلمة تناول فيها رؤية المعرض وتأثيره في العمل الثقافي، ضمن دولة الإمارات، والوطن العربي، والعالم.
وأكد العامري أن المعرض، وإن كان يُشكل علامة فارقة للشارقة في العمل الثقافي، إلا أنه جزءٌ من نسيج إماراتي يزداد قوة وصلابة كل يوم، مشيرا إلى أن هذا النسيج المتجانس والمتماسك وتلك الإنجازات الإماراتية التي يشهدها العالم لم يكن لنا أن نصل إليها لولا إيماننا بقوة المعرفة.
وألقى الدكتور غسان سلامة الشخصية المكرمة في المعرض لهذا العام كلمة قال فيها: لا توجد حاجة في حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتجسير أي فجوة بين الأمير، والمثقف، فسموه مثقف كبير منذ اللحظة التي انكب فيها على مشروعه الثقافي، وفي خوضه للكتابة في التاريخ والفكر، وكان أميرا في دعمه ورعايته المتواصلة ليس للحراك الثقافي في الشارقة أو الإمارات وحسب، وإنما في العالم العربي بأسره، حيث ظل مؤمنا بأن النهوض بالثقافة العربية يحتاج لتوسيع نطاق مشروعه ورؤيته. واعتبر سلامة أن تكريمه في معرض الشارقة الدولي للكتاب ومن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لا يعد تكريما له وحسب، وإنما تكريما لعائلته.
تكريم الفائزين بجوائز الدورة 35
هذا وقد كرم أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وضمن فعاليات اليوم الأول من الدورة الـ35 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الفائزين بجوائز المعرض لهذا العام، والتي شملت جائزة الشارقة للكتاب الإماراتي، وجائزة أفضل كتاب عربي، وجائزة أفضل كتاب أجنبي، وجائزة الشارقة لتكريم دور النشر. ونال جائزة أفضل كتاب إماراتي لمؤلف إماراتي في مجال الإبداع، الكاتبة باسمة يونس عن روايتها «حتى آخر الشهر» الصادرة عن اتحاد كتَاب وأدباء الإمارات، وفاز بجائزة أفضل كتاب إماراتي في مجال الدراسات الدكتور سالم حميد عن كتابه «العمق التاريخي للفكر الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة» الصادر عن مركز المزماة للدراسات والبحوث.
وفازت بجائزة أفضل دار نشر محلية دار مداد للنشر والتوزيع، فيما نالت دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع من سوريا جائزة أفضل دار نشر عربية وتسلمها مروان عدوان، أما جائزة أفضل دار نشر أجنبية فقد حصلت عليها دار سينولينغوا من الصين وتسلمتها السيدة هانغ نو.
ونال الدكتور فالح حنظل جائزة أفضل كتاب إماراتي مطبوع عن الإمارات عن كتابه «جامع الأمثال ومأثور الأقوال والحكم والكنايات عند أهل الإمارات - دراسة في الثقافة والقيم الفكرية الشعبية»، والصادر عن دار الكتب الوطنية - هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. وذهبت جائزة أفضل كتاب عربي في مجال الرواية إلى الكاتب المصري أحمد خالد توفيق عن روايته «مثل إيكاروس» الصادرة عن دار الشروق في مصر، ونالت جائزة أفضل كتاب أجنبي خيالي الكاتبة الشيخة فاطمة المعلا عن روايتها «Hidden» الصادرة عن دار الهدهد في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفاز بجائزة أفضل كتاب أجنبي (واقعي) الكاتب المعراج محيي الدين عن كتابه «الوحي: قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم» الصادر عن دار Whiteboard press. هذا ويحتفي معرض الشارقة الدولي للكتاب، في نسخته الـ35 بالشاعر والأديب المصري الراحل فاروق شوشة الذي غيّبه الموت في الـ14 من أكتوبر الماضي.