مؤتمر باريس.. تفاؤل وحذر | صحيفة السفير

مؤتمر باريس.. تفاؤل وحذر

خميس, 12/01/2017 - 15:46

القضية الفلسطينية هي الأكبر  دلالة على زيف الادعاء  بمفهوم الأمن الجماعي الذي  قامت عليه منظمة الأمم المتحدة . سقط وستسقط. لتبقى فكرة  توازن القوة وحدها  الوسيلة في مواجهة  قانون الطبيعه ” البقاء للأقوى ” وهي للفلسطينيين ” المقاومه “التي جردوا منها بخدع سياسيه . اذ ليست هناك من قوة تجبرهم على ترك المقاومه أو على عدم العودة اليها . وقبل الحديث عن مؤتمر باريس أقول ليست هناك من سابقه تاريخيه لاحتلال زال بدون مقاومه، ولا دولة مستعمَره تحررت حقيقية بدون مواجهه وطنيه .
ولا من دولة نظيفة الهدف تحارب عن شعب أخر ضعيف لتحرير أرضه ، ولكن بإمكانها دعم قضيتة سياسيا واعلاميا بما يُيبقي القضية حية وصفحتها مفتوحة . وإذا كان هذا ما علينا ان نتوقعه  كمخرجات لمؤتمر باريس الدولي .لكن علينا  ان ننظر اليها كمخرجات  لها أثر ملموس هذه المره .
 لمؤتمر باريس أهمية وقيمة ،أما الأهمية فهي في مجرد انعقاد هذا المؤتمر في هذه الظروف التي غُيبت فيها القضية الفسطينية ، وهذا يعتبر اختراقا إعلاميا. والفضل فيه  يعود لمقاومين وشهداء فلسطينيين عبروا عن اصرار الشعب الفلسطيني على الحياة في مواجهة الصمت الدولي والموت العربي . فتحية لهذا الشعب .أما التحية لناشطي الشعوب العربية فمرهونة بصحوة  يبقون فيها القضية الفلسطينية حية على راس اولوياتهم مع كل حدث يؤخر هذه الأولويه  او يُغطي عليها .
أما القيمة ، فهي في مخرجات المؤتمر التي تستبق إعادة هيكلة  دول المنطقة ، فلربما يكون لها إن اختلفت ، تأثيرا على المخطط المرسوم لتصفية القضية ، لتشكل عندها  المخرجات اختراقا سياسيا .
إن إصرار فرنسا على عقد المؤتمر بحضور دولي واسع رغم رفض اسرائيل  كطرف أساسي  ، فيه رسالة مفترضه من المجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينيه لن تدفن في عبكة المنطقه ، وأنها قضية دولية ، وأوراق الحل لم تعد كلها في جعبة اسرائيل ،  وفيه جرس يدق للتحرر من ضغوطات الصهيونية واحتكارها للحقيقة ، وبأن التخاذل الرسمي الفلسطيني والعربي لم يعد حاسما ولا ورقة كافية بيد اسرائيل .
لا أتحدث هنا عن مؤتمر يحرر فلسطين ، بل إنها ضرورة التفاؤل بمخرجات  قد تغير مجرى المخطط الصهيوني في تقنين وأد  القضية الفلسطينية دوليا . وأتدبر هنا الدلالة حمالة الأوجه  في قول  وزير الخارجيه الامريكي بأن المؤتمر قد  يكون المحاولة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق سلام . ومع أن الأمر برمته مرتبط بموقف ادارة ترمب  ، إلا أني أتساءل عما إذا دخلنا في مرحلة بدأ فيها تناقض المصالح الامريكية مع الاسرائيلية  ، أو أن  قناعة  تشكلت بإنهاء الارهاب من جذوره الصهيونية في فلسطبن ، وعقد النية على إنهاء الاحتلال  . فأوروبا معنية بالإرهاب  أكثر من  غيرها
إن ما سيطرحه المجتمع الدولي في المؤتمر على الفلسطينيين استنادا لمخرجات باريس في السنة الماضيه هو حل الدولتين الذي ترفضه اسرائل رفضا استراتيجيا ، والذي  ينطوي  بالنسبة لنا على  عبثية تسوية مكونات ملف القضبة الفلسطينية المعقده والمستحيل حل بعضها في ظل ميزان القوه  المخسوف فلسطينيا وعربيا . وسنكون  لذلك امام عملية التفاف على هذا الحل وبما يحقق حلا  لمشكلة الانظمة العربية والدول التي تنظر للفلسطينيين بعين مصالحها وربما العطف، لا بعين العداله . وعلينا أن نعلم بأن  كل مؤتمر لا تحضره اسرائيل يكون لها فيه وكيل .
  وبهذا، فمن المرجح أن يُستغل المؤتمر للانقلاب على حل الدولتين من خلال إثارة موضوع الفدرلية . فالبديل عن حل الدولتين هي فكرة الوطن البديل بسيناريو الفدراليه ، مما يوجب حرص الاردن على الوقوف بوجه محاولات حرف حوارات ومخرجات المؤتمرعن بحث مكونات ملف القضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال ، ورفض ربط المبادرة العربية او حل الدولتين بالفدراليه ، فهذا شأن اردني فلسطيني عندما تكون فلسطين دولة حرة كاملة السياده على خلفية تسوية كل مكونات ملف القضية الفلسطينية  .
ويبقى  الامل في توازن للقوة  يصنعه الشعب الفلسطيني بدءا بترجل من يتحملون  اعباء الاحتلال ، وانبثاق انتفاضة   تتماهى مع احياء حق المقاومه الذي سيلقى هذه المره تفهما دوليا أوسع ، مقاومة لا تستهدف الا اسرايل  ، وتحرم استهداف أي صديق لها او داعم  ، انها التناقض الأساسي وصاحبة القرار الذي اتخذته يوما صاغرة في جنوب لبنان وغزة.

 

فؤاد البطاينة/ كاتب اردني