قال منتدى المعارضة، إن علاقات موريتانيا الخارجية أصبحت مصدر قلق لكل الوطنيين ولكل المراقبين منذ استيلاء ولد عبد العزيز على زمام السلطة في البلاد.
وأوضح المنتدى في بيان أصدره اليوم الأربعاء؛ تلقت "السفير" نسخة منه، إن تغيير بوصلة الديبلوماسية تمثلت في سوء العلاقات مع الجيران والأشقاء والأصدقاء التقليديين، حسب تعبير البيان.
وأكد البيان على أن موريتانيا مرت بتوترات لم يستطع أحد فهم أسبابها مع كل من الجزائر ومالي، كما لا يزال هذا التوتر قائما مع المملكة المغربية رغم ما أبدته هذه الأخيرة من حسن النية.
وجاء في البيان:
إن موريتانيا، بفعل موقعها الجغرافي والاستراتيجي، وواقعها الاقتصادي والاجتماعي وموروثها التاريخي والحضاري، تشكل نقطة التقاء وتوازن في المنطقة، وبالتالي، فإن مصلحتها ودورها وقوتها تكمن في انتهاج دبلوماسية حسن الجوار ومد يد الإخاء والتعاون لكل الجيران، ضمن الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
إننا نريد لموريتانيا أن تكون البلد الذي يثق فيه جميع جيرانه ويطمئنون له، ويشكل عامل انسجام واستقرار في المنطقة، لأن ذلك وحده هو ما سيكسبها الرفعة والسمعة الدبلوماسية الحقيقية والمكانة والاحترام الدوليين. إننا نريد لها أن تكون ملتقى التبادل التجاري بين الشمال والجنوب، لأن ذلك وحده هو الذي يمكنه أن يضمن لبلد متخلف لا يتجاوز سكانه أربعة ملايين نسمة، في عهد الانفتاح والعولمة، أن ينمو اقتصاديا ويتطور تكنولوجيا. إننا نريد لها أن تبقى كما كانت أرض التلاقي والتلاقح بين الحضارتين والثقافتين العربية والافريقية في ظل الإسلام بسماحته وعدله واعتداله.
ومنذ استيلاء محمد ولد عبد العزيز على زمام السلطة في البلاد عرفت بوصلة علاقاتنا الخارجية اتجاهات أصبحت مصدر قلق لكل الوطنيين ولكل المراقبين المهتمين بالبلاد. وقد تمثل ذلك بصورة جلية في سوء العلاقات مع الجيران والأشقاء والأصدقاء التقليديين.
وفعلا، لقد مرت بلادنا بتوترات لم يستطع أحد فهم أسبابها مع جمهوريتي الجزائر ومالي، كما لا يزال هذا التوتر قائما مع المملكة المغربية رغم ما أبدته هذه الأخيرة من حسن النية عقب تصريحات "شباط" ومدها يد المودة والاخاء. وها هو التوتر يتجدد مع جمهورية السينغال، في أعقاب الوساطة التي قام ولد عبد العزيز في الأزمة الغامبية.
لقد ارتاح الجميع لحل هذه الأزمة سلميا، لأن الأمر يعني تخليص شعب كان رهينة لطاغية لفترة تزيد على عقدين من الزمن. ولكن، ما الذي جنته موريتانيا في النهاية من هذه الوساطة؟ هل كان الأجدر بنا أن نعمل على تخليص "يحيى جامي" وتمكينه من نهب ما تبقى من أموال شعبه، أم أنه كان الأجدر بنا أن نضع أيدينا في أيدي الشعب الغامبي ورئيسه المنتخب؟ ما هي المصلحة التي تجنيها بلادنا من توتير علاقاتنا مع جارتنا السينغال والسلطة الغامبية الجديدة ومع بقية دول مجموعة غرب افريقيا في أمر كان يسعنا السكوت عنه، ألا وهو تدخل هذه الأخيرة في بلد عضو فيها بطلب من سلطته الشرعية وبتفويض من مجلس الأمن ومباركة من المجموعة الدولية؟ لماذا المبالغة في أننا جنبنا المنطقة حربا طاحنة، خصوصا إذا علمنا أن قائد أركان الجيش الغامبي صرح بأن قواته لن تطلق رصاصة واحدة في وجه قوات "الإيكوواس" في حال تدخلها لإزاحة "جامي" وهو ما التزم به بالفعل؟
إننا في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، ندرك مدى الارتباك الذي ينتاب رئيس الدولة محمد ولد عبد العزيز في بحثه عن طريقة يستمر من خلالها في إحكام قبضته على البلد، بعد أن سد أمامه باب الترشح لمأمورية ثالثة. لذلك فإنه لن يتردد في افتعال الأزمات في الداخل ومع الخارج حتى يخلق وضعية يبدو فيها بقاؤه ضروريا لاستقرار البلاد. وعليه فإننا:
نعرب عن قلقنا العميق من الخطاب الذي تبثه وسائل الاعلام الرسمية والاوساط القريبة من السلطة، والذي يطبعه التوتر والتهديد وهز العضلات تجاه الجيران والأشقاء، بالتزامن مع خلق أدوات الفتنة الداخلية بالترخيص للأحزاب العنصرية والقئوية التابعة له، وتشجيع أصوات التطرف والتعامل معها كشركاء على حساب أصوات الحكمة والاعتدال.
ندين بقوة اختلاق الأزمات الديبلوماسية وربطها بالحسابات الضيقة والأهواء الشخصية والمناورات المكشوفة.
نرفض بشدة ارتهان مصالح الجاليات واستخدامها سلاحا ضد بلدانها، وذلك حرصا على سلامة ومصالح جالياتنا في الخارج، وحفاظا على سمعة وتراث بلدنا في حسن الضيافة والكرم.
نواكشوط، 1 فبراير 2017
اللجنة التنفيذية