عيسى حياتو يسعى لولاية ثامنة على رأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم | صحيفة السفير

عيسى حياتو يسعى لولاية ثامنة على رأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم

أربعاء, 15/03/2017 - 23:48

(أ ف ب) - تقام الخميس انتخابات رئاسة الاتحاد الافريقي لكرة القدم التي يسعى فيها الكاميروني عيسى حياتو لولاية ثامنة تتيح له مواصلة الامساك بزمام اللعبة، في مواجهة خصم متواضع هو أحمد أحمد رئيس اتحاد مدغشقر.

وتميل الكفة في الانتخابات التي تشهدها العاصمة الاثيوبية أديس ابابا، لاستمرار حياتو (70 عاما) في المنصب الذي يتبوأه منذ عام 1988، على رغم تأكيد أحمد (57 عاما) في مقابلة الشهر الماضي مع وكالة فرانس برس انه "الوحيد" القادر على تحدي نفوذ الكاميروني، أحد أبرز المخضرمين على الساحة الكروية العالمية.

الا ان مصدرا مقربا من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على دراية بالشؤون الافريقية، قال ان حظوظ أحمد قد لا تكون كافية لحرمان حياتو من ولاية ثامنة مدتها أربع سنوات.

وأوضح المصدر الذي رفض كشف اسمه لفرانس برس "مدغشقر ليست قوة كبيرة في عالم كرة القدم ومن المستبعد ان نرى كاميرونيا يفقد السلطة قبل عامين من استضافة بلاده كأس الامم الافريقية"، البطولة القارية الأبرز التي أحرزت الكاميرون لقبها هذه السنة.

"القطبة المخفية" في الانتخابات هي، بحسب مصدر معني بشؤون كرة القدم الافريقية، هي الدعم غير المعلن من رئيس الاتحاد الدولي السويسري جاني انفانتينو لأحمد، سعيا منه للانتقام من حياتو الذي دعم في انتخابات الفيفا مطلع عام 2016، رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ البحريني سلمان بن ابراهيم آل خليفة في مواجهة انفانتينو.

الا ان هذا الدعم هو سيف ذو حدين، اذ يشير المصدر الى ان الاتحادات الافريقية غير راضية عن محاولة انفانتينو التأثير.

ويقول "لا أحد في افريقيا يقدر فعلا الدور الذي يؤديه انفانتينو. في افريقيا، لا نحب كثيرا ان يقرر عنا أوروبي لصالح من نصوت".

ويؤكد مسؤول بارز سابق في الفيفا المنحى الافريقي المعارض لانفانتينو بقوله لفرانس برس "أيا يكن السبب الذي يدفع انفانتينو الى مواجهة حياتو بطريقة غير رسمية، فذلك ليس ماكرا. بحسب ما سمعت، افريقيا غير سعيدة لأن انفانتينو لم يف بكل وعوده لها".

وفي ما بدا انه محاولة غير مباشرة لاستمالة القارة، وعد انفانتينو مطلع آذار/مارس بمنح افريقيا من تسعة الى عشرة مقاعد في كأس العالم 2026 التي سيتم فيها زيادة عدد المنتخبات من 32 الى 48، بدلا من الحصة الراهنة البالغة خمسة مقاعد.

- "مرتاح البال" -

وبحسب المصدر المقرب من الفيفا، لن يساعد صغر سن أحمد مقارنة بحياتو (فارق 13 عاما) في تحسين حظوظه الرئاسية.

ويقول "الرؤساء الشبان للاتحادات الافريقية الطامحون الى مراكز أعلى، لن يقترعوا لصالح رئيس غير طاعن في السن، لأن ذلك سيحرمهم من أي فرصة لتولي منصب الرئاسة في وقت قريب".

ولحياتو شخصيته مثيرة للجدل لاسيما في ظل شبهات الفساد والرشوة التي أحاطت به في مراحل عدة، اذ يتهم بتلقي رشى على خلفية دعم ملف قطر لكأس العالم 2022، وهو ما نفاه مرارا.

ولم يفرض الاتحاد الدولي أي عقوبة على حياتو، علما انه تولى رئاسة الفيفا بالانابة في المرحلة الفاصلة بين خروج جوزيف بلاتر وانتخاب انفانتينو خلفا له، بين أواخر 2015 ومطلع 2016.

ويقول المسؤول السابق في الاتحاد الدولي ان "حياتو هو +التمساح+ الأقدم في عالم كرة القدم، وبشكل غريب، لم يتمكن أحد من اتخاذ اجراءات بحقه على رغم الشائعات الكثيرة عن الفساد المحيط به".

الا ان سمعة أحمد ليست أفضل بكثير.

فاسمه أوردته ايضا وسائل اعلام انكليزية على خلفية اتهامات الفساد والرشى في ملف مونديال قطر. وبحسب صحيفة "صنداي تايمز"، تلقى أحمد ما بين 30 ألف دولار و100 ألف للتصويت لصالح قطر.

الا ان أحمد يشدد على ان هذه الاتهامات "لا معنى لها"، مشيرا الى انه طلب فقط "مساعدة مالية لتنظيم انتخابات اتحاد الكرة" في بلاده.

ويبلغ عدد الأعضاء في الاتحاد الافريقي 54، يحق لـ 53 منهم التصويت (استبعدت اريتريا لعدم مشاركتها منذ مدة طويلة في مسابقات الاتحاد). ويحتاج المرشح لنيل 27 صوتا للفوز.

وكان حياتو واجه مرشحا خصما في انتخابات 2000 و2004 الا انه فاز بفارق واسع.

وفي انتخابات 2017، يتوقع ان ينال أحمد أصوات الأعضاء الـ 14 في مجلس اتحادات افريقيا الجنوبية (كوسافا).

واعلن رئيس اتحاد زيمبابوي فيليب شييانغوا الذي يقود كوسافا "سندعم كلنا أحمد أحمد. نحن في حاجة الى أفكار جديدة".

وقال مسؤول في اتحاد مالاوي ان "حياتو بقي في منصبه أكثر مما يجب ولم يعد يملك أفكارا. افريقيا في حاجة الى ذهنية جديدة لتطوير كرة القدم".

وفي اشارة على التجاذب حول التصويت، أعلن رئيس الاتحاد النيجيري لكرة القدم اماجو بينيك ان بلاده تعتزم التصويت لأحمد، الا ان الحكومة دعت الى التصويت لحياتو.

اما الاعضاء الـ12 في مجلس اتحادات شرق ووسط افريقيا (سيكافا)، فصوتوا في شباط/فبراير على دعم حياتو. الا ان رئيس الاتحاد الكيني نيك مويندا قال ان كل اتحاد من هذا المجلس سيتخذ قرارا منفردا.

والاربعاء أفاد مصدر في الاتحاد المصري ان بلاده التي تستضيف مقر الاتحاد الافريقي، قررت دعم أحمد، وذلك في أعقاب توتر مع حياتو على على خلفية اتهامه بمخالفة قوانين المنافسة في مسألة حقوق بث مسابقات الاتحاد.

الا ان حياتو يبدو واثقا من العودة للمنصب الذي بات ملازما لاسمه.

ويقول جونيور بينيام، مسؤول الاعلام في الاتحاد الافريقي والذي يعمل منذ أعوام طويلة الى جانب حياتو، ان الأخير "مرتاح البال".

يضيف لفرانس برس "قال مرارا انه على رأس الاتحاد الافريقي بإرادة الله والاتحادات الوطنية، وهذه الارادات هي التي تسيطر".