ماكرون يواجه اول اختبار في الشارع حول قانون العمل | صحيفة السفير

ماكرون يواجه اول اختبار في الشارع حول قانون العمل

أربعاء, 13/09/2017 - 14:05

(أ ف ب) – يواجه ايمانويل ماكرون الثلاثاء اختباره الأول في التعامل مع المطالب الاجتماعية وسط تظاهرات بمشاركة الالاف في جميع انحاء فرنسا ضد تعديل قانون العمل في اصلاح لا ينوي الرئيس الجديد تقديم أي تنازل بشأنه.
وظهر الثلاثاء، تظاهر الالاف في كبرى مدن فرنسا خصوصا في نيس وكاين ومرسيليا حيث سار المشاركون الى جانب رمز اليسار جان لوك ميلانشون، ابرز معارضي رئيس البلاد.
ووعد ميلانشون زعيم “فرنسا المتمردة” بإجبار ماكرون “على التراجع″ قائلا “في النهاية سيضطر إلى الاذعان، هذا البلد لا يريد الليبرالية (…) فهذه فرنسا، وليست انكلترا”.
كما بدأ آلالاف بالتجمع في باريس، بانتظار تظاهرة ستنطلق بعد الظهر.
وتنكرت ايفيلين دوريلا-فير بزي علبة مناديل ورقية ضخمة كتب عليها “للاستخدام والرمي”، اي التخلص من المناديل بعد استعمالها في اشارة الى مصير الموظفين بعد التعديلات الجديدة على قانون العمل.
وقالت “جئت اليوم لأنه هجوم على قانون العمل لم يسبق له مثيل تاريخيا. قانون العمل هدفه حماية الموظفين ماذا يفعل ماكرون”؟
من جهته، اشاد فيليب مارتينيز أمين عام نقابة “الكونفدرالية العامة للعمل” التي تقود الحركة الاحتجاجية ب”تعبئة كبيرة في المناطق”.
واضاف “كان العدد مئة الف ظهرا” مشيرا الى ان الاصلاحات “تمنح أرباب العمل صلاحيات كاملة”.
وتحدثت الكونفدرالية عن حوالى 200 تظاهرة مشيرة إلى 4000 دعوة إلى الاضراب تقريبا في مختلف أنحاء فرنسا.
وينطلق الموكب في باريس في الساعة 12,00 ت غ.
وأدت اضرابات صباح الثلاثاء إلى إخلال طفيف بحركة القطارات في ضواحي باريس والقطاع الجوي مع إلغاء شركة الطيران “رايان اير” 110 رحلات.
وانضم باعة متجولون إلى الحركة فجرا فقطعوا بشاحناتهم حركة السير على جزء من جادة الشانزيليزيه وعدد من المحاور المؤدية إلى العاصمة.
كما رصدت اضطرابات مماثلة في مدن كبرى أخرى من ستراسبورغ إلى نيس مرورا بروان وتولوز.
ودعت نقابات طلاب جامعات ومدارس وحركات شبابية في عدد من أحزاب اليسار إلى المشاركة في التظاهرات ضد “تدهور اجتماعي تاريخي”.
– انقسامات نقابية –
في المقابل، لم توجه النقابتان الكبريان الأخريان “فورس اوفريير” و”الكونفدرالية الديموقراطية للعمل” دعوة إلى التظاهر رغم انتقادهما للتعديل.
وأوضح امين عام “الكونفدرالية الديموقراطية للعمل” لوران بيرجيه ان هذه النقابة “تعرف كيف تنظم تظاهرات (…) لكن لا حاجة للقيام باستعراض الضعف”، مخالفا رأي جزء من اتباعه.
ويثير انقسام النقابات تساؤلات حول حجم التعبئة ضد رئيس تراجع حتما في الاستطلاعات لكنه يواجه معارضة مشرذمة.
وأنذر ماكرون الذي يزور الثلاثاء جزيرة سان مارتان الفرنسية في منطقة الكاريبي التي اكتسحها الاعصار إيرما في الاسبوع الفائت، بأنه سيتسلح “بتصميم مطلق” في ما يتعلق بهذا التعديل مؤكدا عدم “التنازل عن شيء، لا للكسالى ولا للوقحين ولا للمتطرفين”.
وشكل هذا التصريح الذي أكد ماكرون تحمله “كاملا” صدمة لدى معارضيه السياسيين، وقد يسهم في زيادة أعداد المتظاهرين.
وفي كاين، هتف المتظاهرون “انها نهايتك يا ماكرون، الكسالى في الشارع″.
وأعرب المتحدث باسم الحكومة كريستوف كاستانير عن الخشية من وقوع “تجاوزات”، بعد أعمال العنف التي تخللت تظاهرات الاحتجاج على تعديل قانون العمل العام الفائت.
– الحكومة “ستصمد” –
اعتبر المحلل في مؤسسة هاريس انتراكتيف لاستطلاعات الرأي جان دانيال ليفي ان “التعبئة الاجتماعية تنطوي دوما على مفاجآت” لكنها تبدو أضعف لغياب البديل السياسي.
وينص هذا التعديل الذي يعتبر ورشة العمل الكبرى الأولى في ولاية ماكرون الخمسية على تحديد سقف للتعويضات في حال الخلاف، وتقليص مهل الطعون للموظفين واتاحة التفاوض خارج النقابة لأقل من 50 أجيرا، علما ان الشركات الصغيرة والمتوسطة تعد حوالى نصف الموظفين في فرنسا.
ويؤكد ماكرون ان هذه التعديلات هدفها اضفاء مرونة على عمل الشركات وتشجيعها على التوظيف وسط بطالة ما زالت كبرى وتطال 9,5% من القوة العاملة، مقابل معدل 7,8% في اوروبا.
كما انها تهدف إلى استعادة ثقة ألمانيا التي تطالب باريس منذ فترة طويلة بإصلاحات بنيوية.
وما يضاعف أهمية الرهان بالنسبة إلى ماكرون هو الاصلاحات الكبرى الاضافية لقطاع الشركات التي تسعى ادارته الى إجرائها في الاشهر المقبلة كتأمين البطالة والتعلم والتدريب المهني والتقاعد.
من جهته أكد وزير الاقتصاد برونو لومير ان الحكومة “ستصمد” في وجه الاحتجاجات.