شدد الباحث الأكاديمي والاستاذ بجامعة انواكشوط، محمد ولد بوعليبة على أن الأوروبيين استوحوا أدبهم من بمختلف ألوانه من الأدب العربي، رغم نكران اغلبهم للمد الثقافي العربي إبان عصر الفتوحات.
وأشار ولد بوعليبة في محاضرة بعنوان: العلاقات الأدبية بين العالم العربي والغرب" ألقاها مساء أمس في قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي المغربي في انواكشوط، إلى أن تلك الصلاة بدأت منذ فتح شبه الجزيرة الإيبيرية مطلع القرن السابع الهجري، علاوة على استفادة الغرب من العلوم الأخرى من خلال ترجمات شملت مختلف المجالات بما فيها كتب "الأنساب".
وأكد المحاضر أن تأثير الأدب العربي على الأدب الأوروبي كان واضحا على الإنتاج الأدبي لدى الغربيين من خلال موضوع "الحب" الذي ظل خارج الابتكارات الأدبية عند الغرب، بعد أن استهواهم الغزل العذري واعتبر حينها موضعاً للتصوف في الأندلس ووجد ضدى بالغا في نفوس من عرفوا حينها بـ"الزهاد" داخل الكنيسة، وسبب ثورة على الطقوس الدينية التي كانت تعتبر الخوض في الحب موضوعا محرما، وهو ما دفعهم لاحقا لتبريره بـ"الشعر الديني"..
ولد بوعليبة ارجع تأخر ظهور الأدب عموما في قارة أوروبا إلى تأخر ظهور لغات مكتوبة على غرار الانجليزية، مشيرا الى أن اللغات الأخرى كانت مجرد لهجات مستوحاة من اللاتينية، قبل أن تتفرع منها لغات: كالفرنسية، الاسبانية، الإيطالية... والتي اصبحت لغات مكتوبة أواخر القرن الخامس عشر الميلادي.
وخلص المحاضر إلى أن الأدب الأوروبي انتعش مع مجموعة من الروائيين عرفوا بالشعراء "المتجولين"، كانوا يجوبون المدن ويستميلون الناس إلى فنهم من خلال قص روايات، وأداء رقصات وأغاني تتضمن بعض الغزل وهي مستوحاة في الغالب من قصص عربية كقصة قيس وليلي، وكليلة ودمنه، وألف ليلة ليلة....
المحاضرة أشفعت بمداخلات بعض الحضور، وتقييم بعضهم الآخر لتلك الحقبة المظلمة من تاريخ أوروبا، وما لاقاه الأدب العربي والعلوم بشكل عام من نُكران من طرف الغربيين وحتى من بعض المتنورين العرب.