الغرب هو المجرم الحقيقي وجلاد الشعوب ، الغرب هو العنصرية التي تجسدت في آخر حللها باعلان دولة ” اليهود ” ، على الأرض التي سلبت من أهلها بقوة الارهاب الدموي ، الغرب هو سارق قوت الشعوب وثرواتها ، الغرب هو الذي بنى السدود في وجه نهوض الأمم ومحو جهلها ، ومنعها من استثمار ثرواتها للتقدم الزراعي والصناعي والصحي والتعليمي .
عندما أقول الغرب أقصد حكومات الغرب التي تمثل الاحتكارات الكبيرة الصناعية والغذائية واحتكارات الدواء ومنع انتشار العلوم والبحث العلمي ، حكومات الغرب ومن أنجبتهم هذه الحكومات ” كدولة اسرائيل ” ، لايرون في الانسان سوى سلعة ولايجدون سبيلا للعيش سوى بامتصاص دماء الشعوب بنهب ثرواتها وحرمانها من حقوق الانسان ومن الديمقراطية والحرية وحق تقرير المصير .
تيريزا ماي على سبيل المثال ، امرأة لاتمثل سوى أبشع المحتكرين في بريطانيا ، وهي امرأة قد لاتجد وظيفة ان هي سلكت الطريق العادي لوظيفة ، لكنها خادم أمين لمجرمي الحرب والصناعات العسكرية القاتلة ولشركات النفط التي تسرق ثروات الشعوب الفقيرة تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الانسان ، تزود العائلة السعودية بصواريخ محرمة دوليا شديدة الدقة وعالية القدرة على القتل والتدمير، تيريزا ماي ” تناضل ” لتوسيع تعريف ” المعاداة للسامية ” باضافة ” ان أي انتقاد لاسرائيل هو موقف معاد للسامية “.
ماكرون – الطفل الخبيث ترى دموعه تنهمر على آلاف القتلى من المدنيين فيما هو يسلم السعودية وغيرها من أنظمة الاستبداد والظلم أسلحة وذخائر فتاكة تنفيذا لأوامر معلمه الأعلى روتشيلد وبنوك روتشيلد، ترى ماكرون يبكي على حلب لأن الجيش العربي السوري انتصر على داعش وطردها من حلب ، وتراه يقيم الدنيا ويقعدها حول استخدام الكيماوي من قبل الجيش السوري ، وهو يعلم كما يعلم رؤساء الغرب أن القبعات البيضاء هي فاشية وصناعة حكومات الغرب ، وان تمثيليات الكيماوي هي من انتاج الغرب واخراجه ، وان قبعات التآمر هربت عبر اسرائيل للاردن ومنها الى أماكن اخرى باستثناء من اختفوا في الاردن انتظارا لدور مسرحي جديد .
أما ترامب فهو ” شايلوخ ” ، ولو كان شكسبير على قيد الحياة فان شخصية شايلوخ تتطابقفي عصرنا مع دونالد ترامب ، واذا كان شايلوخ هو تاجر البندقية فان ترامب هو التاجر الذي يتعامل مع لحم ودم الشعوب بالجملة .
شعوب الأمم في الغرب ضحايا وزاراتهم التي تنتخب بمال الاحتكارات ، لذلك تجد طلائع الشعوب في الغرب في قضايا حقوق الانسان والحريات والديمقراطية ملاذا للتعبير عن الغضب والاحتقان ضد الاستغلال الذي تمارسه احتكارات بلادهم ضدهم ، وهي وان كانت بدرجة أقل مما ترتكبه الاحتكارات بحق الشعوب المنهوبة الثروات الا أنها قاسية نسبيا ومؤثرة ضدهم ايضا ، تجد ملاذا في قضايا الشرق والشعوب المضطهدة من قبل حكوماتهم فيتظاهرون ويحتجون ويهاجمون حكوماتهم باستخدام جرائم حكام العالم الثالث الذين تم توظيفهم من قبل حكام العالم الأول .
أطفال اليمن … يقتلون بالمئات وبالآلاف ويستهدف كل الشعب اليمني بالتجويع ونشر الفيروسات الآتية من مصانع اميركا وبريطانيا وفرنسا ، انها حرب ابادة لشعب عربي أصيل لأنه يقف بحزم ضد صنيعة الغرب اسرائيل ويقف الى جانب حق الشعب الفلسطيني ، مدخل للاحتجاج بدأ يتصاعد ويتنامى في الغرب ، ان القشة التي أشعلت النار في الهشيم الاحتجاج والغضب ورفض خداع حكومات الغرب كان ” جمال خاشقجي ” .
فجمال خاشقجي من أهل البيت الغربي ، كاتب في الواشنطن بوست ومدلل في الأوساط الاميركية المعنية بالاعلام وبالسعودية ، ولذلك فان التقاط فضيحة واثارتها هو سلاح فتاك في وجه حكومات الغرب التي تدعم النظام في الجزيرة العربية ، وتدعم جرائمه الكبيرة في اليمن وفي سوريا وفي العراق وفي مصر وفي فلسطين ، وهذا النظام هوايضا ابن هذه الحكومات الغربية وهو تحت حمايتها وهو بقرتها الحلوب ، وهو الذي يمكنها من سرقة أموال الأمة العربية والاسلامية ولذلك فهو مدلل لدى هذه الحكومات التي تحبو طلبا لأموال العرب التي يتحكم بها هؤلاء المرتهنين لاميركا وحكومات الغرب واسرائيل .
جمال خاشقجي غربي التفكير طرح نفسه بكل الامكانيات المفتوحة أمامه في الغرب وفي السعودية كرجل اليمين المثقف المؤمن بالديمقراطية وحرية التعبير ، لكنه لم يخرج عن الدائرة السياسية التي يحددها الغرب لذلك رحب به ككاتب دائم في الواشنطن بوست بينما ترفض الواشنطن بوست نشر آراء أو مقالات تعبر عن الحقيقة في الشرق كتبت من قبل أساتذة الكتابة والاعلام ، انه الهدف السياسي والسقف السياسي والأرض السياسية وليس أي شيء آخر، واذا أردنا أن ندقق أكثر نرى أن اختفاء جمال خاشفجي ” وربما قتله ” استخدم من جهة لأكثر من هدف ، وقد لايرى الآخرون ما أراه لكنني سأكتب كيف أرى هذا الأمر .
ترامب يريد أن يتحكم بالعالم ” خاصة حلفاءه التقليديين اضافة لأعداء اميركا التقليديين ” ، وهو تاجر جشع يريد نهب ثروات الجزيرة وسائر أموال العرب في الخليج بالتهديد والوعيد وفرض الاملاءات .
فانه خضع الجكام ( الذين قال عنهم ترامب في حملته الانتخابية نحن صنعنا هذه الدول وحكامها فهي ليست دولا ) ، وكان به والا فالسياط والسيوف جاهزة للجلد وقطع الرؤوس ، لكن جنود اميركا وبريطانيا لن يقوموا بهذا ، بل يحضر ترامب بدائل للقيام بذلك تحت حماية القواعد الأميركية التي فرضتها حكومة ” بوش – تشيني ” في الجزيرة حماية لمصالحها وليس لحماية العائلة السعودية .
الابتزاز الاميركي يجد نفسه في وضع أفضل باختفاء الخاشقجي ( ولا أستبعد ابدا أن تكون المخابرات الأميركية والاسرائيلية وراء الفكرة والتنفيذ)، لكن محمد بن سلمان لا يريد أن يستوعب أن الغرب واسرائيل يحتقرانه ويحتقران عائلته ولايرون فيه سوى رجل سوقي يخضع للابتزاز ، وانه طريق سهل لنهب أموال العرب وقتل المسلمين والعرب في اليمن وسوريا والعراق وفلسطين ومصر .
جمال خاشقجي ضحية مؤامرة اميركية اسرائيلية سعودية لاتستهدفه شخصيا ، بل استخدمته خدمة لمآرب ترامب واسرائيل .
حصل أن بادرت السعودية بطلب مساعدة الولايات المتحدة لتنفيذ عمليات دموية ارهابية ضد الأمة العربية مقابل المال لكن الولايات المتحدة قبلت ببعضها ورفضت البعض الآخر حسبما أملت مصالح الولايات المتحدة ، فقد عرضت أربعة مليارات دولار على الولايات المتحدة مقابل القيام بعملية عسكرية سرية ” حسب قول ترامب والواشنطن بوست ” ، والعملية هذه كانت عبارة عن هجوم منسق بالطائرات والصواريخ وفرق خاصة على الأرض لاغتيال الرئيس بشار الأسد ، وكانت السعودية ” كما أعلن القائد جمال عبدالناصر حينها ” قد طلبت مساعدة الولايات المتحدة القيام بغزو سوريا بعد اعلان الوحدة ؟!! ، كذلك اسرائيل تفعل عندما تفشل هي بالقيام بعمليات ارهابية على سبيل المثال ” عجزت المخابرات الاسرائيلية عن ايجاد منفذ يعطيها فرصة لاغتيال عماد مغنية واضطر راغان رئيس الموساد وأجهزة الأمن الاسرائيلية الى طلب مساعدة مدير السي آي ايه مايكل هايدن ، ومستشار الأمن القومي آنذاك ستيفن هادلي ، واضطر الاثنان لمراجعة الرئيس بوش لأخذ موافقته ، فوافق الرئيس بوش شريطة تعهد رئيس وزراء اسرائيل الا يمس أحد بأذى سوى عماد مغنية ).
وافق اولمرت رئيس وزراء اسرائيل ، وقامت السي آي ايه بمساعدة اسرائيل من خلال شبكتها في سوريا وأعداد من الزائرين لدمشق بتحديد أفضل مكان لاغتيال عماد مغنية .
وفي حالات تقوم الأجهزة الاميركية بالمساعدة لتوريط من تريد توريطهم وايقاعهم بالفخ المنصوب سلفا خدمة لمصالح الولايات المتحدة ، وهكذا خططت لغزو الكويت ودفعت باتجاهه كي تنزل قواتها في الجزيرة ولاتخرج ابدا ، وكي تبتز الكويت والسعودية وتحتل العراق !!!! جمال خاشقجي شخصية يرى الغرب فيها ليبراليا متقدما جدا على النظام القائم في الجزيرة ، يفهم المبادئ الأساسية للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ، وهو قضية مثالية لاثارة مجتمعات الغرب ضد حكام السعودية ؟! ، يزودون لقاءه السعودية بالأسلحة الفتاكة القاتلة ويدفعونها للغرق في حرب اليمن أكثر والا …. فهل اقتربت ” الا ” من الرياض ؟