أشارت مؤسستا "سيغما كونساي" و"إيمرود" لاستطلاعات الرأي أن أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد (61 عاما) ورجل الأعمال الموقوف في قضية تبييض أموال نبيل القروي (56 عاما) قد مرا إلى الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التونسية.
يلقب قيس سعيّد باسم "الروبوكوب (الرجل الآلي)"، فهو يتحدث بلا توقف حرصا على أن تكون حملته معتمدة على التواصل المباشر مع الناخبين. وكان الإعلام التونسي يستضيفه كلما كان هناك سجال دستوري في البلاد، خصوصا بين عامي 2011 و2014، ليقدم القراءات ويوضح مكامن الغموض من الجانب القانوني.
ولقد ظهر سعيّد، وهو أب لثلاثة أبناء، في عمليات سبر الآراء في الربيع الماضي، وبدأ يلفت الانتباه إليه تدريجيا. واعتمدت حملته على زيارات أجراها في الأسواق والأحياء الشعبية، وناقش مع التونسيين مشاكلهم ومطالبهم وجها لوجه.
وهو يقدم برنامجا سياسيا يستند فيه إلى إعطاء دور محوري للجهات وتوزيع السلطة على السلطات المحلية عبر تعديل الدستور.
وأكد المرشح المستقل الذي لا يلقى أي دعم من الأحزاب التونسيّة: "علينا أن ننتقل من دولة القانون إلى مجتمع القانون...". وأوضح في هذا السياق، في تصريح لراديو "شمس إف إم" (الخاص): "أنا مرشح مستقل ولا أمثل أي حزب... أقوم بحملتي بوسائلي الخاصة وأرفض كل دعم".
وتصنفه منظمة غير حكومية بين المرشحين المحافظين جدا، في ما خص مواضيع رفع عقوبة الإعدام وإلغاء عقوبة المثلية الجنسية. وعبر سعيّد عن رفضه مبدأ المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، وهو من المسائل الشائكة التي تُثير جدلا واسعا في تونس. وقال إن "القرآن واضح" في هذا السياق.
أما رجل الأعمال نبيل القروي، فهو مؤسس قناة "نسمة" وحزب "قلب تونس". ولقد بنى مكانة سرعان ما تدعمت وأصبح يتمتع بقاعدة انتخابية لافتة من خلال سعيه إلى توزيع الإعانات وزيارته المناطق الداخلية من البلاد.
الانتخابات الرئاسية التونسية: "صفحة جديدة" بالنسبة لقيس سعيد
وقرر القضاء التونسي توقيفه قبل عشرة أيام من انطلاق الحملة الانتخابية على خلفية تُهم تتعلق بتبييض أموال وتهرب ضريبي، إثر شكوى رفعتها ضده منظمة "أنا يقظ" غير الحكومية في العام 2017.
عندها، قرر القروي الدخول في إضراب عن الطعام من سجنه، بينما تولت زوجته سلوى سماوي وعدد من قيادات حزبه "قلب تونس" مواصلة حملاته.
ونبيل القروي رجل تسويق بامتياز، شغل مناصب إدارة أعمال في شركات "كولغيت" و"بالموليف" ثم "هينكل" الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قبل أن يؤسس مع شقيقه غازي القروي شركة "قروي أند قروي" للإعلام والإشهار عام 2002.
وكثيرا ما واجه القروي انتقادات واسعة واتهامات بتسخير قناته التلفزيونية لخدمة حملة الباجي قائد السبسي للرئاسة عام 2014، وقدم استقالته في نهاية المطاف من القناة في عام 2016 وانضم لاحقا إلى حزب "نداء تونس" الرئاسي.
وقررت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري المكلفة منح التراخيص القانونية للمؤسسات الإعلامية في تونس ومراقبتها، الجمعة منع قناة "نسمة" من تغطية الحملات الانتخابية لاتهامها بمحاولة "التأثير على مفاصل الدولة".
وكانت الهيئة تؤكد على باب الشفافية حول مداخيل القناة ورأسمالها الذي يملك فيه رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني نصيبا.
وتم تجميد ممتلكات وأصول القروي ومنعه من السفر خارج البلاد إلى اليوم.
ولعب البرنامج التلفزيوني الأسبوعي "خليل تونس" (نسبة لاسم ابنه الذي توفي في حادث مرور عام 2016) الذي يبث أسبوعيا على قناته "نسمة" دورا كبيرا في ذلك.
ويقول القروي: "خليل تونس قربني من الناس ومن فهم المشاكل الاجتماعية الكبرى في البلاد. التواصل المباشر مع الناس أثر في كثيرا ومنذ مطلع عام 2019 فكرت في الترشح للانتخابات".
ويرى علاء الطالبي رئيس "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" أن الرجل "يدرك جيدا ما يفعل، وتمكن من خلال تلفزيونه والأعمال الخيرية التي يقوم بها من الدخول الى بيوت المهمشين".
فرانس24/ أ ف ب