كانت الأهواء والتجاذبات تجتاح الإقليم الموريتاني في فترة ما قبل نشوء الدولة وأثناء نشوئها، كما أسلفنا. بيد أنها احتدت واحتدمت بشدة أثناء مؤتمر الوحدة الوطنية الذي انصهرت فيه جميع الأحزاب في حزب واحد هو حزب الشعب الموريتاني سنة 1961،
قد لا يعو زنا التبرير عن الكتابة حول الوضعية السياسية القائمة أو التي سبقت بحكم أننا نخضع لها ومن ثم يكن لنا موقف منها بيد أن الخروج عن الأنساق الفكرية الموجودة فى الساحة السياسية والاجتماعية لرؤية التجربة الحاصلة أمر قد يكون من الصعوبة بمكان ذلك أن الأيديولوجيا الحزبية مع تجذر القبيلة والجهة أمور من بين أخرى تُغَلف وعي الكثير من المثقفين فتبعدهم م
أول ما يخطر على بالي .. وأنا أتابع الزيارات الميدانية لرئيس الجمهورية والوفد المرافق له لبعض الولايات الداخلية(تكانت .. آدرار) والتي تزامنت مع تخليد الذكرى السادسة والخمسين لعيد استقلالنا الوطني المجيد..هو الاستفتاء على الدستور .. وتحديد المأمورية الرئاسية ..!
ذا كنتم تريدون إعادة كتابة كل شيء: صبغ علمكم وتغيير نشيدكم، وإعادة كتابة تاريخكم، فإن ذلك قد يعني أمرا واحدا وهو أنكم بلا تاريخ وبلا ثوابت، وأن كل من سيأتي بعدكم من أبناء المسلسلات - ممن أعجبت أمه بممثل تركي أو مكسيكي كافر، فورث طباعه وديمقراطيته -، سيكون بإمكانه تغيير تاريخكم
زيارة متوقعة لربوع تقاسي شر الفرقة، ونار التشرذم، ... تلك الزيارة التي حملت صاحب الفخامة إلى أطلال ودمن أوجفت القديمة، وجعلته ينام بين أخبية وأعرشة المدينة الراحلة- أوجفت، التي تنسل من تحت الرمال مقاومة الاندثار والتلاشي بشموخها وكبريائها، فما تلبث أن تعلق من جديد في الصراع الأزلي ذاته، لكنها لا تستسلم.
تقاطر الناس فرادى وجماعات شيبا وشبابا، من كل صوب وحدب آمين مدينة أطار عاصمة ولاية آدرار...
وضعت نساء المقاطعة مساحيق التجميل على وجوههن لا ليتزنن بحثا بين العابرين عن منقذ من ويلات الزمن... بل ليخفين تحت المساحيق نمشا في سن الشباب و تجاعيد رسمتها ظروف العيش الضنك في مدينة ترفض غير الكد وسيلة للبقاء..
تناذر قوم بتخنيث النشيد الوطني، وتباشر به آخرون وأقيمت سوق عكاظه هذا الموسم، فسامَهُ المفلسون وأقبل إليه المُبْطِلون يزِفُّونْ، مِن كل حدَب ينسلونْ، صادفين عن معالمه الدينية، هازئين بروحه الوطنية.
تحتفل موريتانيا بالعيد السادس والخمسون للاستقلال في أطار عاصمة آدرار معتزة بهده الذكرى ومخلدة الأجيال التي ضحت من أجل الاستقلال ومن أجل بناء الدولة المستقلة...
لاشك بأن موريتانيا تقع ضمن دائرة الدول المتخلفة والفقيرة التي تنتشر فيها على نطاق واسع العديد من الآفات الخطيرة كالفقر والجهل وانعدام الديمقراطية وحقوق الإنسان ، بالإضافة إلى أوضاع حقوقية واجتماعية وإنسانية متدنية ، وهكذا فإن موريتانيا تتأرجح على مستوى التنمية البشرية من حيث الدخل الفردي والصحة والتعليم ، ولا يخفى علينا أن السبيل الوحيد لتجاوز هذه ال