رغم قراءتي لكل ما يكتب عن البلد من مقالات و تدوينات و تغريدات و بحوث، إلا أنني لم أقرأ قط للكنتي و أمثاله ؛ فماذا يمكن أن تستفيد من كتابة منافق يقتات من بيع ضميره و قلمه ، يكيل المدائح السخيفة لوغد جاهل يستطيبها بسذاجة  من تفترسه عقدة الدونية و يعذبه الشعور بالإثم؟

ولئن سألتهم، بعد كل الذي جرى، عن المأمورية الثالثة، ليقولن إنها واقعة لا محالة، إن بهذه الطريقة أو بتلك الأخرى،

- دعوة إلى الإدراج والمواءمة-

 دُون تعمُّقٍ؛

لا يختلف اثنان في أن الوضع السياسي و الأمني، في المنطقة التي ننتمي إليها وضع حرج. و نحن و إن كنا نعد أنفسنا، من أحسنهم و ضعا، و أكثرهم – في تصور الكثير منا- أمنا. لكننا من أشدهم هشاشة قطعا، و أكثرهم قابلية – إن لم يكن للتطاير و الانشطار- فللاضطراب و الهرج و المرج.

العين بالعين.. والسن بالسن.. والبادي أظلم..!! يقول وليم شكسبير  :ــ السمعة أكثر الخدع زيفا وبطلانا، فهي كثيرا ما تكتسب دون وجه حق وتُفقد دون وجه حق !! 

استيقظت اليوم على نحو ألْــف كلمة حشرها الكنتي فى تدوينة من تدوينات الهزيع الأخير من الليل، حين تتجافى جنوب العُبَّاد عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقهم ينفقون، فيدلف الكنتي ينفق مما أنطقه الله به من كلمات سبابا وتخوينا للناس، وتعظيما لذاته المعقدة.

"إذا ابتليتم فتوارو" هكذا تعلمنا في صبانا ونحن نؤم الكتاتيب، لكننا اليوم أمام مشهد مريب وغريب عن قيمنا العريقة عراقة الدين، إننا اليوم نراقب مشهدا قد لا نقول إنه مخز خشية من الوقوع في أعراض الغير، لكنه بالتأكيد غير مشرف.

الموريتانيون أهل بادية، وبفعل إكراهات الجفاف "تحضروا" قسرا، لكنهم احتفظوا ببعض وسائل وتمثلات الفضاء البدوي المفتوح، ومن أهم هذه الوسائل التي أخذوا معهم إلى المدينة ما يمكن أن نطلق عليه " الطرق البدوية البديلة"، التي أملاها " عصر البدائل" ( الطاقة البديلة ، الطب البديل، بدائل الدعوى..

كانت موريتانيا مهددة بتغيير علمها ونشيدها الوطني، نحو المجهول، في جو قد يشجع الانقسام ويحرك مطالب أخرى لتمثيل شرائح، ربما عبر الرمز الوطني "العلم"، الذي فتح النظام القائم الباب على التلاعب به، في فترة يسود فيها نزاع سياسي متنوع.

هذا أوان الشد فاشتدي زيم...
هذَا أَوَانُ الشَّدِّ فَاشْتِدِّي زِيَمْ قَدْ لَفَّهَا اللَّيْلُ بِسوّاقٍ حَطَم �
ليس بِرَاعِي إِبِلٍ ولا غَنْم ولا بِجَزَّارٍ على ظَهْرِ وَضَمْ �
بَاتَ يُراعِيهَا غُلامٌ كَالزُّلم خَدَلجُ السَّاقَيْنِ خَفَّاقُ القَدَمْ