إنه مما لاشك فيه أن الأيام دول والمتفحص لأحوال الأمم يري قدرة الله سبحانه وتعالى وتدبيره إذ لا يكون إلا ما أراد.
والمؤمن يري ويسمع ويتفاعل مع ما حوله على انه حكمة إلهية فيشكر النعمة ويصبر علي البلية.
جاء تصويت مجلس الشيوخ الموريتاني ضد مشروع التعديلات الدستورية ليشكل زلزالا سياسيا غير مسبوق في بلد حديث عهد بالديمقراطية لم يتعود أن تقف فيه السلطة التشريعية بوجه قرارات تنفيذية.
لا يفقه كثير من ساسة الأحزاب التقليدية ، ونخب الأحادية ، أن الشعوب حين تدلي بأصواتها بكل حرية، أو تتحرك في طوفان مظاهراتها السلمية، تعبر بالمفاجآت التي تحدثها، عن طريق صناديق الاقتراع، أو عن طريق هديرها المحسوس عن حركة تغيير اسمها (القدر) عبر عنها فتى ثورة الياسمين أبو القاسم الشابي بقوله:
في خضم الجدل الدائر حاليا حول شرعية التعديلات الدستورية المزمع القيام تم الإعلان عن تأسيس الرابطة الموريتانية لخبراء القانون، ونظمت نشاطا حول أحقية الرئيس في الدعوة لإستفتاء شعبي لإجراء تعديلات دستورية بناء على المادة 38 من الدستور،.
يتدافع بعض ساستنا اليوم في منزلق خطير تدافع القطيع الظمآن ينحرف عن الجادة ويجانب الحكمة والسياسة الكيسة حين تفوح من أفواههم تصريحات حول مسار وحدتنا الوطنية، لاتنسجم مع المسار الصحيح لهذا البلد وكثيرا ما يغوصون في حديث حول الانفصال إن تصريحا أو تلميحا.
اقترح الرئيس الموريتاني السيد محمد عبد العزيز إضافة خطين أحمرين للعلم
تمجيدا للمقاومة واعتبرت حكومته ذلك تحسينا للرمز الوطني بينما استهجن
الكثيرون المبادرة الرئاسية واعتبروها تخشينا للشعار الجميل الذي ألفه
الموريتانيون والتفوا حوله، منذ قيام دولتهم الناشئة.. ويعارض الكثير من
أية شعوذة هذه التي تلقي الكلام على عواهنه، وتخلط الحابل بالنابل والغث بالسمين، دون أن تتجشم عناء البحث والاستدلال بالأمثلة الاجتماعية والتاريخية الساطعة، واستجلاء المفاهيم من طبائع الأشياء لا من ظواهرها. وكأن العفوية والهوى يكفيان وحدهما معيارا لإحقاق الحق وإزهاق الباطل؟!
كلا أيها الإخوة الأفاضل.
في عهد ثورة الاتّصال وتَدفُّق المعلومات، لَمْ تَعُدْ الحِمايةُ التّامّة من "شَظَايَا" العَولَة مُمكنةً.
لقد أصبحَ العالَمُ قريةً واحدةً، بل غُرفة واحدة. إنّ أيَّ حَدَثٍ يَجرِي في أيِّ مكان من العالم، تنقله إلينا وسائل الإعلام والاتّصال-بالصوت والصورة-في اللحظة التي يَقَع فيها.
المتابع في هذه الفترة من الزمن لمواقف وتصرفات النظام الحاكم لابد وأن يًصاب بحيرة شديدة، وتزداد حيرته أكثر كلما أطال التأمل في هذه المواقف التي يتخذها النظام الحاكم والتي تبدو في غاية الغرابة والاستفزاز، هذا إن لم نقل بفرضية وجود يد خفية تتولى تحريك الأمور باحترافية كبيرة وبمهنية عالية، وذلك من أجل تعقيدها أكثر تمهيدا لحصول”شيء ما”.وإذا ما اكتفينا بال