إن الحالة السائدة في المجتمع الموريتاني والصورة العامة تمثل أفكار وقناعات لكل الجماعات القبلية التي ينتمي إليها الأشخاص والجماعات التي تؤمن بأن هذه الفوارق الاجتماعية هي في نظرهم من الهوية ويفترض الاستجابة لها مما يضعف الحس ألانتماء إلى هذه الجماعة.
أكثر من ثلاثين ساعة من السفر مررنا عبرها بأربع عواصم عربية، وانتقلنا من قارة لأخرى، حتى وصلنا دمشق.. كان السفر مضنيا إلى حد بعيد، لكن لا ضير ففي الطريق إلى "جلق" الفيحاء تهون الصعاب، وهي التي قال فيها شاعرها الفحل: "إن مهر المناضلات ثمين". سيما إن كانت هذه المناضلة دمشق أرض الفاتحين، ومرقد الصحابة وعظماء الأمة الخالدين.
تبخرت المعارضة الموريتانية ـ وبمكوناتها الثمانية ـ في لحظة سياسية حاسمة وبالغة الأهمية، تبخرت المعارضة الموريتانية واختفى قادتها وجمهورها العريض في أرض الله الواسعة، فتركوا بذلك الشيوخ لوحدهم في ساحة المواجهة، تركوهم مكشوفي الظهر لسلطة باطشة قررت أن تنتقم منهم، وأن تذيقهم سوء العذاب بما قدمت أيديهم من "لا" في يوم السابع عشر من مارس من العام 2017.
منذ فترة غير بعيدة تشهد هذه البلاد جملة من الإحداث المتلاحقة التي توحي لمتتبعي المشهد السياسي عن وجود إرهاصات أو ملامح تأسيس لجمهورية ثالثة ، وبالتمعن والتمحيص لمراحل عمر الدولة الموريتانية وما شهدته من تجاذب لمفهوم الجمهورية لدى النخب أدى إلى دخول الدولة في فترة حكم استثنائي أمتد من الفترة يوليو 1978 إلى يوليو 1991 .
تبرز حتى الآن أسماء ثلاثة قياديين من حزب تواصل، كمرشحين محتملين لقيادة الحزب بعد تنحي رئيسه المؤسس محمد جميل ولد منصور، الذي تنتهي مأموريته الثانية والأخيرة وفقا لنصوص الحزب نهاية هذا العام، في حين تطفو على السطح ـ وإن بشكل أكثر خفوتا ـ بعض الأسماء الأخرى، لكن الحديث عن ترشحها يبقى ـ حتى الآن ـ مجرد تكهنات تفتقد إلى الجدية التي يكتسيها الحديث عن ترشح
يبدو أن النظام القائم جاد في محاربة الرشوة وفي معاقبة كل من تلقى مالا قل أو كثر من "الدولة البوعماتية المعادية"، ولذلك فلن يكون من المستغرب أن يلقى في السجن كل من ثبت تلقيه أموالا من رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو، مع مصادرة تلك الأموال من خلال المكتب الجديد الذي تمت المصادقة على مرسوم إنشائه في بيان مجلس الوزراء الأخير.
دفعني لكتابة هذه السطور ما أراه اليوم وأقرؤه من أقوال وأفعال وممارسات في بعض ميادين العمل الإسلامي، على اختلاف فيها وفي الملابسات التي دعت إليها؛ فكلما تعالت صيحات الاستغراب من المنافسين أو الخصوم وتناجت همسات المحبين والمشفقين، جاءت دفاعات جهورة من هنا وهناك ترتكز على سند من الواقعية (لم أرد أن أجعل اللفظة بين ظفرين تجنبا للحكم على أصحابها).
لعل إبطال الإسلام للرهبنة، ومناشدة القرآن للعقل، وحث الإنسان على النظر في الكون، والوقوف على أخبار الأولين، كل ذلك صور مختلفة لدعوة الإنسان للتبصر والتأمل في النفس الإنسانية، التي جعلها القرآن الكريم مصدراً من مصادر المعرفة، وهي نقطة انطلاق الإنسان، وسعيه الموصول نحو التطور.
قد فرحتُ كغيري من الموريتانيين بعودة الرئيس مسعود من رحلته الاستشفائية من الإمارات، وبهذه المناسبة السعيدة فإني أتقدم إلى الرئيس مسعود وإلى كل أفراد العائلة الكريمة وإلى مناضلي حزب التحالف الشعبي التقدمي وإلى الشعب الموريتاني كافة بأحر التهانئ بهذه المناسبة السعيدة.