صحيح ان ابرز مفاهيم الاعلام ان ليس هناك اعلاما مستقلا، وان اي اعلام لا بد ان يكون منحازا، إلا أن الإعلام العربي في إدارته لازمة قطر مع جيرانها ينتج نظرية جديدة في الإعلام والاتصال والتأثير في الرأي العام وتشكيله، تعكس الشخصية العربية وطرائق التفكير العربي باستحضار مقولات التاريخ العربي البائد من القرون الوسطى ،بدءا من اشبعناهم شتما وفازوا بالإبل
تحت الموائد وفوقها، يجري الكثير من الاتصالات والترتيبات والقمم العلنية والسرية، وكلها تحدثك عن سلام إقليمي، وعن «صفقة قرن» مع إسرائيل، وعن تعديل يلائم إسرائيل فيما يسمى المبادرة العربية للسلام، وعن تطبيع إسرائيلي بالجملة مع دول خليجية كبرى، بينما كل ذلك أقرب لحملة تمويه وإطلاق ستائر دخان، تتخفى باستعدادات نهائية لحروب وشيكة لن تترك أحدا.
حرص الجيش اللبناني، في روايته حول الهجمات التي نفذها جنوده ضد مخيمات للاجئين السوريين في عرسال، إلى استدراج العنصر الأهلي للجماعة التي يستهدفها، متقصداً بذلك الخلط بين ساكني الخيم منزوعي الحصانة القانونية، و«الإرهابيين» الذين يستمد منهم تعريفه الأخير لنفسه.
ما كنت لأتخيل أنني سأسأل نفسي هذا السؤال ذات يوم، فالحرية والقومية العربية طالما كانتا مبدأين مخلوطين بدمائنا نحن جيل السبعينيات وما قبل، الحرية لأوطاننا والقومية لإقليمنا، ولكن السؤال يلح اليوم من دون هوادة: هل كان حالنا سيكون أفضل لو أننا بقينا مستعمـــــرين؟ هل كان يجب التضحية بحريتنا وبقوميتنا وبهويتنا وبماضينا لنحفظ عندنا حياة الإنسان وكرامته؟
في مستهل المقال نستفيد من تجربة رائعه من القديم: بعد تولي الخميني السلطة في عام1979 والذي لم يكن لديه هدف إلا فرض حكم دكتاتوري ديني على رقاب الشعب الإيراني، وقبل إجراء الانتخابات الرئاسية في يوم 25/كانون الثاني -يناير1980شهد المجتمع الإيراني ظهور جبهتين سياسيتين. الجبهة الحاكمة والجبهة المعارضة.
ما يحدث في الخليج وما بين دوله امر خطير ومثير للقلق. فلم يسبق ان وصلت العلاقات ما بين دول مجلس التعاون الخليجي الى هذا المستوى من التنافر والتباعد والحدة المتصاعدة. واعترف باني لحد هذه اللحظة لم اعرف السبب الحقيقي الذي أوصل الأمور الى هذا المنزلق الخطير. ولم اقرأ اي تفسير رسمي يمكن ان اجده مقبولا او مقنعا لهذا النزاع.
منذ فترة أصبح خامنئي المرشد الأعلى للنظام الإيراني المتطرف يحذر في خطاباته سلطات نظامه حول عدم تغيير مكانة” الجلاد بالشهيد“ في إشارة إلى عقد الثمانينات في إيران !
والسؤال الذي يتبادر الى ذهن من يسمع الكلام هو ما هو مصدرخوف خامنئي بعد مضي حوالي ثلاثة عقود من تلك الأحداث؟
صفدت أفكارنا بأغلال تاريخية معيبة..!
إن فتات اليقين الذي يحتويه تاريخنا، لم يفلح في وضع أساسات ثقافة – غير سليبة- أو يؤكد هوية مؤهلة للبقاء والتلاقح، مدججة بالإنسانية والتعايش والرقي..!
تندلع معظم الأزمات بين الدول عادة على قاعدة تضارب المصالح بينها ، خاصة على مناطق النفوذ والتاثير ، وهذا في صلب الأزمة الخليجية طبعا ، ولكن في أزمة كتلك التي عصفت بدول الخليج الأربع السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر في الجهة المقابلة ،ثمة ما هو أعقد من كونها أزمة بين دول تحت عنوان تضارب المصالح ، إذ تدخل في هذه الأزمة عوامل إضافية تجعلها متفر