"إذا ابتليتم فتوارو" هكذا تعلمنا في صبانا ونحن نؤم الكتاتيب، لكننا اليوم أمام مشهد مريب وغريب عن قيمنا العريقة عراقة الدين، إننا اليوم نراقب مشهدا قد لا نقول إنه مخز خشية من الوقوع في أعراض الغير، لكنه بالتأكيد غير مشرف.
الموريتانيون أهل بادية، وبفعل إكراهات الجفاف "تحضروا" قسرا، لكنهم احتفظوا ببعض وسائل وتمثلات الفضاء البدوي المفتوح، ومن أهم هذه الوسائل التي أخذوا معهم إلى المدينة ما يمكن أن نطلق عليه " الطرق البدوية البديلة"، التي أملاها " عصر البدائل" ( الطاقة البديلة ، الطب البديل، بدائل الدعوى..
كانت موريتانيا مهددة بتغيير علمها ونشيدها الوطني، نحو المجهول، في جو قد يشجع الانقسام ويحرك مطالب أخرى لتمثيل شرائح، ربما عبر الرمز الوطني "العلم"، الذي فتح النظام القائم الباب على التلاعب به، في فترة يسود فيها نزاع سياسي متنوع.
سأستبق بعض ما قد يلجأ إليه الوزير الأول ورئيس الحزب الحاكم من محاولة توجيه بوصلة الفشل السياسي الذريع الذي منيا به بعد تصويت أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ الموقر ب"لا" ضد التعديلات الدستورية موضوع تصويت الجلسة الاستثنائية للمجلس مساء أمس.
فى 13 مارس من العام 44 قبل الميلاد، طعن عضوً مجلس الشيوخ الروماني ((ماركوس جينيوس بروتوس)) الإمبراطورَ الروماني ((غايوس يوليوس قيصر)) وكان أقربَ الناس إليه، بل إن بعض الروايات تقول إن الطاعن كان ابنَ المطعون.
لأنهم وصفوا بأن رواتبهم الكبيرة إهدار للمال العام... لأنهم وصفوا بأنهم مجرد عقبة أمام تمرير القوانين... ثار الشيوخ ضد إرادة الشعب وصوتوا ب "لا" لتعديلات دستورية تعيد للأمة كرامتها وللشعب حقه في اختيار رموزه الوطنية...