لا يمكن وصف السياسة الخارجية لموريتانيا "بالديبلوماسية الناجحة" كما يحلو لأنصار النظام القائم تسميتها، لأن المصطلح، يتطلب وجود مسسات مستقلة يديرها كادر دبلوماسي مهني، ملمٌ بالملفات التي يعهد إليه بحلها و يخدم الدولة بغض النظر عن نوع النظام الحاكم.
لا مندوحة من الاعتراف أن الجهد الذي قامت به موريتانيا ممثلة في رئيسها لنزع فتيل الحرب أو التدخل العسكري في غامبيا و الذي كانت تنوي المجوعة الإفريقية القيام به ، جهد يذكر فيشكر و نجاح ديبلوماسي موريتاني مميز .
المتأمل في الأزمة الغامبية وفي تفاعلاتها سيجد بأن هناك جملة من المفارقات التي صاحبت هذه الأزمة، وهي مفارقات تستحق في مجملها أن نتوقف معها بشيء قليل من التأمل.
المفارقة الأولى: أن الرئيس السنغالي الذي لم يكن عسكريا
البدء :
هذه الرؤية أو بالأحرى وجهة النظر لا تطمح الي التخصص فصاحبها لا يعرف دولة غامبيا وان كان قدر له ان وقف مرة قرب حدودها مع الدولة الجارة .
لقد تعمدت التسمية ببانجول :اللفظ المتداول عند الموريتانيين أيام كانت اسفارهم تقتصر علي دكار وبانجول اذا استثنينا الحجاج الي بيت الله الحرام وقليل ماهم وقتها .
أخذ الرئيس محمد ولد عبد العزيز مرة أخري المبادرة بشجاعة لحقن دماء شعوب القارة ، في مرحلة تاريخية تتميز بأزمة تجتاح العالم، وتتجلي في تجذر أزمة أخلاقية، وأمنية ،واقتصادية ، وفكرية مركبة، وبسببها لاتزال بؤر صراع تشتعل في دول : مالي، وليبيا، ، والنيجر، ووسط إفريقيا ، والصومال ، وجنوب السودان ، وتحاول قوي خارجية تهديد السلم في بلدان افريقية مسالم
ما وصلت إلىه بلادنا في السنوات الأخيرة من تمزق ذهني لدى المجتمع الموريتاني في مفهوم سلطة ودولة مركزية أنشدها منذ زمن ناصر الدين وتحقق له مشروعها منذ 1960 وفوَّض لسلطة هذا المشروع: الحُلُم حق الحماية وصياغة القوانين وترجمتها والسهر على تنفيذ مقتضياتها نيابة عنه، بما في ذلك صيانة ثوابته الدينية والرمزية والذب عن ما تنطوي عليه المشاعر الجماعية من أوامر
كان خيرا أن يقبل اخيرا السيد/يحي جامي بالتخلي عن السلطة للمصلحة العليا لغامبيا ،ورفضا أن تراق قطرة دم غامبية بسببه هكذا بدت تصريحات الرجل التي جنب بلده حربا لم يكن ليعلم عواقبها أحد وهو درس لكل ديكتاتور في العالم مستعد لإراقة دماء شعبه وتدمير بلاده في سبيل بقاءه من على سدة الحكم ..
حضرت مساء أمس ندوة، بعنوان: "الرهانات السياسية والتعديلات الدستورية"، نظمها المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية: "مبدأ"، حضرها جمع من المهتمين، حرمهم سيف الوقت من الاستماع لما حضره المحاضرون وما رغب المتدخلون في إثارته وإثراء النقاش حوله.
في الوقت الذي كانت تصور فيه وسائل إعلام بعض البلدان الشقيقة الصراع الدائر في غامبيا على أنه صراع بين معسكرين : معسكر القوى المدافعة عن الديمقراطية في إفريقيا ومعسكر القوى الانقلابية المدافعة عن الدكتاتورية وهي تعني ضمنيا بلدنا ، نجح الرئيس الموريتاني بدبلوماسيته الهادئة في إصابة عصفورين بحجر واحد : عصفور الديمقراطية والدفاع عن الشرعية، وعصفور الأمن ب
كم أنا فخور حدَّ الهذيانْ, ومتحفّزٌ حدَّ الغليانْ, وأنا أتابع بكل شغف وحبورْ وكالات الأنباء الدولية وهي تتناقل على المباشر خبر نجاح المبادرة الموريتانية الصرفة وأقول الصرفة وأعني وأعي ما أقول, بقيادة فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في نزع فتيل الأزمة الغانبية ((وقد بلغت القلوب الحناجر))