حقيقة ما يجري اليوم من شحذ للهمم، وانتصار للمخاطر المحدقة بالوطن وبخاصة ما يمكن أن يشكل تأثيرا على اللحمة الوطنية، هو بغضٌ النظر عن كونه استهلاكا للوقت، وبعث برسائل خارجية عن قوة الإلتفاف الشعبي حول رئيس ينتظر عدة اشهر للرحيل،
غالبا ما يغيب عن البعض أننا نعيش في كنف نظام ديمقراطي ، وأن قوانين الجمهورية وفي صدارتها الترتيبات الخاصة بالدستور ،تضمن لكل فرد حرية التعبير عن آرائه والدفاع عنها.
لربما تعد سنة 2018 من أجمل السنوات التي مرت على كل الموريتانيين الذين يحلمون بأحلام كرة القدم أولائك البؤساء الفقراء الذين لايجدون اللذة سوى في تلك اللعبة .
لقد كان عاما مليئا بالأحزان والأفراح لكنه مع كل ذلك، كان متنفسا لمن يرغبون بالأحلام التي لايحبها من يظن أن كرة القدم، خطرا في مجتمع لايزال متأخرا ولم يصل إلى مصاف الدول الكبيرة .
مع طي صفحة دعوى الساموري بالاعتذار، وبأقل الأضرار، لديَ بعض الملاحظات، ومنها أن ولد عبد العزيز لم يأت بعبودية جديدة، ولم يزد من تهميش شريحة لحراطين، مع أن المشكل برزت إلى السطح منذ وصوله السلطة، إذ زاد الشحنُ، والحديثُ عن الغبن، وكشَفَ الرئيس بيرام لأول مرة عن وجهه الآخر، مع أنه كان عضواً نشطاً في الحزب الجمهوري في مقاطعتي الميناء والرياض، ثم قيادياً
نقف اليوم على مفترق طرق غاية في الخطورة و الحساسية و نعرف جيدا أن إحدى الطرق تؤدي بنا إلى بر الأمان بينما قد تؤدي الطرق الأخرى بنا إلى اختصار المسافة نحو الانهيار و الإكتئاب تماما كما تفعل الطريق الخاطئة عند مفترق الطرق بمن سلك طريقا طويلا مسدودا لا زاد معه يعينه على تحمل مشقة العودة و ليس عنده من الوقت ما يسمح له بخوض تجربة جديدة من تجارب المغامرين.
في تاريخ الشعوب وعبر مسارات الزمن هناك دائما من يعمل بصمت ووقار ويضحي بلا ضجيج..يسابق نفسه في العطاء والبذل عندما يتعلق الأمر بعزة الوطن ومنعته؛ ويقف في آخر الطابور عندما تتسارع الأذرع لكسب الزاد وتنهال الأكف على مؤونة البلد ليعطي بذلك أروع وأجمل الأمثلة على عفة النفس وشرف المحتد والمنبت..
لا تخطئ العين وميض نار قلق، تتسارع وتيرته، تحت ركامٍ كثيفٍ من مظالم التاريخ وثاراته الكامنة، يذكيه ميزان التغابن المختل، وإكراهات الواقع ومنغصاته، ويجد بيئته المناسبة في نهج اللامبالاة الذي يترسمه اللاحق عن السابق من أولى الأمر، في هذه البلاد؛ ويوشك هذا الوميض المأزوم أن يتحول إلى ضرام، مهددا مستقبل التعايش السلمي الطوعي الآمن، بين مكونات مجتمع تزداد